قامت إيطاليا خلال سنة 2015 بطرد أكثر من ستين مهاجرا بتهمة التطرف، وجزء من هؤلاء ينتمون الى المغرب، وارتفعت هذه الظاهرة بشكل مثير مؤخرا الى مستوى قد يجعل المغرب يتحول مستقبلا “مستودعا للمتطرفين الذين تلفظهم أوروبا”.
وبعد العمليات الإرهابية التي شهدها فرنسا في يناير الماضي ضد جريدة شارلي إيبدو وخلال نوفمبر الماضي والتي خلفت مقتل 130 شخصا، اتخذت الدول الأوروبية إجراءات أمنية صارمة منها مراقبة المساجد بشكل كبير وفتح سجلات الأئمة الذين تعتبرهم متطرفين علاوة على متابعة نشطاء الجمعيات ذات التوجه الديني الذين تعتقد في تطرفهم.
ومن أبرز الإجراءات التي تبنتها أوروبا خلال السنة الأخيرة، تتجلى في قرارات التجريد من الجنسية بالنسبة للمهاجرين الذين اكتسبوها عن طريق الإقامة وليس الولادة وسحب بطاقة الإقامة من غير المتجنسين والقيام لاحقا بطردهم نحو بلدهم الأصلي.
ويتصدر المغاربة خلال السنتين الأخيرتين وبالضبط 2015 لائحة المطرودين من الدول الأوروبية بتهمة التطرف وتهديد الأمن القومي للبلاد. وتفيد الأرقام بتغلغل التطرف في قسم من الجالية المغربية في دول مثل فرنسا واسبانيا وبلجيكا وهولندا. ويحتل المغاربة أو الأوروبيين من أصل مغربي المراكز الأولى للذين توجهوا للشرق الأوسط للقتال في صفوف داعش أو النصرة. في الوقت ذاته، يتصدرون لائحة المعتقلين في مجموع أوروبا. ومن عناوين هذا التورط، مسؤولية أوروبيين من أصل مغربي عن اعتداءات باريس الأرهابية التي وقعت خلال نوفمبر الماضي.
وقامت دول منها سويسرا واسبانيا وفرنسا وخاصة إيطاليا بطرد عدد من الأئمة المغاربة وشباب مهاجر بتهمة الترويج للإرهاب، وهناك محاولات في فرنسا لسحب الجنسية عن بعض المغاربة المتهمين بالإرهاب وترحيلهم الى المغرب.
في الوقت ذاته، تعمل دول أخرى على تطبيق إجراءات في صمت وهي عرقلة تجديد بطالة الإقامة لبعض الأئlة وبعض المتطرفين المفترضين مما يسهل طردهم مباشرة الى دولهم ومنها المغرب.
وتلتزم السلطات المغربية الصمت في هذا الملف، إذ تكتفي حتى الآن باستقبال المطرودين، وتنهج خيارين، الأول هو على محاكمتهم إذا كانت لهم علاقات مشكوك فيها مع بعض المتطرفين المغاربة أو تتركهم تحت المراقبة. ومن جانب آخر نجح بعض المتطرفين من الانتقال الى ساحات القتال في سوريا والعراق.
وارتفاع هذه الظاهرة يعني أن الأمر سيصبح مقلقا للدولة المغربية التي تجد نفسها أمام استقبال نسبة كبيرة من المتطرفين. وكان المغرب في الماضي يستقبل المهاجرين السريين والآن يستقبل المتطرفين.