بعد صمت دام خمسة أيام، أعلن المغرب اليوم الثلاثاء رفضه لقرار الاتحاد الإفريقي بتعيين مبعوث خاص في نزاع الصحراء وهو الرئيس السابق للموزامبيق خواكين شيساو. ويؤكد البيان أن المغرب غير معني بهذا التعيين. وكان هذا المبعوث قد بدأ جولة في العواصم الكبرى خلال الشهر الماضي.
وفي مدينة مالابو، عاصمة غينيا إيكواتوريال، قرر الاتحاد الإفريقي يومي الخميس والجمعة الماضيين تعيين رئيس الموزامبيق السابق مبعوثا خاصا في نزاع الصحراء. وفي تحليلها، كتبت الجريدة الرقمية ألف بوست بأن القرار يصب في صالح البوليساريو وليس في صالح المغرب.
وبعد خمسة أيام من الصمت، أصدر المغرب اليوم بيانا يرفض فيه التعيين بل ويقلل من قيمة الإجراء من خلال استعمال تعبير “ما سمي ممثل خاص في الصحراء المغربية”. وينفي البيان عن الاتحاد الإفريقي الشرعية للتدخل في نزاع الصحراء بحكم أنه قبل جبهة البوليساريو دولة وبسبب “انحيازه الأعمى”.
وجاء قرار الاتحاد الإفريقي بدعم نسبي من الأمم المتحدة عندما تفاوض المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس مع الاتحاد الأوروبي في محاولة لإقناعه بلعب دور في نزاع الصحراء انطلاقا من رؤية مفادها أن النزاع يجري في القارة السمراء.
والمثير هو قيام المبعوث الإفريقي في نزاع الصحراء بزيارة للعواصم الكبرى الشهر الماضي لطرح وجهة نظر الاتحاد الإفريقي في النزاع.
بيان وزارة الخارجية
على إثر القرار الأخير للاتحاد الإفريقي بتعيين ما سمي بـ “ممثل خاص” لملف الصحراء المغربية، تود وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن تؤكد ما يلي:
1. إن المملكة المغربية باعتبارها طرفا أساسيا لا يمكن تجاوزه في هذا النزاع الإقليمي، لا تعتبر نفسها معنية أبدا بهذا القرار الأحادي، الذي ترفضه بشكل مطلق؛
2. إن مسلسل البحث عن حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية هو اختصاص حصري لمنظمة الأمم المتحدة، ولا يملك الاتحاد الإفريقي أي سند قانوني أو أساس سياسي أو شرعية معنوية للتدخل في هذا الملف، بأي شكل من الأشكال؛
3. إن موقف الاتحاد الإفريقي في هذا الملف متجاوز، بسبب انحيازه المطلق وغير المبرر، إذ يعد هذا الاتحاد المنظمة الإقليمية والدولية الوحيدة في العالم التي تضم ضمن أعضائها “كيانا وهميا”، في خرق تام للشرعية الدولية وتناقض مطلق مع موقف ثلثي أعضائه؛
4. إن مواقف الاتحاد الإفريقي تتعارض تماما مع المسلسل الأممي الجاري. وبذلك لا يمكنه أن يدعي أي دور في هذا الملف، بسبب انحيازه الأعمى لمواقف الأطراف الأخرى وتجاهله التام لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛
5. في الوقت الذي تواجه فيه القارة الإفريقية تحديات ملحة مرتبطة باستتباب الأمن وتحقيق التنمية، تقوم بعض الأطراف المعروفة بعدائها المبدئي والمسبق للمغرب، برهن وتوجيه أجندة هذه المنظمة الإفريقية؛
6. إن المغرب يدعو الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن لتجاهل هذا القرار ودعم المساعي الجارية تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة؛