في ظل ارتفاع الأخبار المتعددة حول طلب مغاربة اللجوء السياسي في دول أوروبية ومنها المانيا وأغلبهم لأسباب اجتماعية، يتقدم مغني الراب معاد بلغوات المعروف باسم الحاقد بطلب اللجوء السياسي في بلجيكا ومن المحتمل جداً حصوله عليه بسبب الانحراف الحقوقي الحاصل في المغرب خلال السنة الأخيرة والمتميز بالعنف ومحاكمات نشطاء المجتمع المدني.
ويتابع الرأي العام المغربي باندهاش عدد المغاربة الذين تقدموا بطلب اللجوء السياسي في المانيا طيلة سنة 2015 عبر انتحال هوية لاجئين سوريين أو عبر القول بتعرضهم للاضطهاد الاجتماعي والسياسي، وتدرس المانيا هذه الطلبات، حيث ترفض البعض منها مباشرة وتخضع أخرى للبحث. ويعود قرار المانيا إلى تصنيفها المغرب رفقة دول أخرى من المغرب العربي مثل الجزائر بأن مواطني البلدين قد يحصلون على اللجوء في حالات معينة.
وفي بلجيكا، يتقدم مغني الراب المغربي معاد بلغوات المعروف بلقب «الحاقد» بطلب اللجوء السياسي. ويقول للجريدة الرقمية «الأول» أنه يفضل استعمال النفي بسبب الظروف التي أجبرته على ذلك أكثر بكثير من اللجوء السياسي.
وفي الحوار نفسه، يؤكد بلغوات أن الشرطة المغربية جاءت تبحث عنه في منزله في الدار البيضاء مجدداً للقبض عليه وفضل البقاء في هذا البلد الأوروبي متقدماً باللجوء السياسي، ومعلقاً بسخرية أنه «لا يريد أن يكون عبداً في المغرب» أو يعود للسجن مجدداً بعدما جرى اعتقاله مرتين بتهم يجري تكييفها على أنها تهم الحق العام لتفادي المحاكمة السياسية بينما تجمع الجمعيات الحقوقية في المغرب على الطابع السياسي للملاحقات التي يتعرض لها بسبب أغانيه التي تنتقد الدولة العميقة في المغرب.
ونظراً لتعرض مغني الراب الحاقد لاعتقالات متواصلة بسبب مواقفه السياسية لمضمون أغانيه وكذلك لاعتراف الحقوقي الدولي الذي حصل عليه ومنها بعض الجوائز ذات الطابع الدولي، وتبني ملفه من كبريات الجمعيات الحقوقية مثل «هيومن رايتس ووتش» والعفو الدولية، فمن المحتمل جداً أن يحصل على اللجوء السياسي قي بلجيكا.
وكانت المنظمة البريطانية «مؤشر الرقابة على حرية التعبير» قد منحت جائزتها في مجال الفنون إلى الفنان المغربي الملتزم لـ بلغوات الذي جرى اعتقاله مرتين بسبب مضمون أغانيه. ومن ضمن الفائزين بها سابقاً جوليان أسانج صاحب مباردة ويكيليكس.
في الوقت ذاته، من ضمن العوامل التي ستجعل معاد بلغوات قد يحصل على اللجوء السياسي هو تقديمه في بلد مثل بلجيكا يأخذ الطلب بعين الاعتبار دون اعتبارات سياسية عكس ما يقع في اسبانيا وفرنسا في حالة تقديم مغاربة للجوء، حيث ترفض باريس ومدريد منح المغاربة اللجوء إلا نادراً حتى تبقي على علاقات طيبة مع الرباط. واعتاد مسؤولو اسبانيا وفرنسا مطالبة المغاربة الذين لهم أسباب سياسية بتقديم اللجوء في دول أوروبية أخرى لتكون حظوظهم أكثر.
ويمكن انتظار ارتفاع ظاهرة اللجوء السياسي للمغاربة في أوروبا في ظل عودة غير مفهومة للعنف من طرف الدولة المغربية ضد نشطاء المجتمع المدني وبعض الحركات السياسية والاجتماعية التي لا تؤمن بما يسمى «اللعبة الديمقراطية» والتضييق على بعض الاعلاميين والمثقفين الذين فضل البعض منهم العيش في الخارج.