تراهن إيران على تشييد محطة لتكرار النفط في منطقة الجزيرى الخضراء عند المدخل الشرقي لمضيق جبل طارق، وتفيد معطيات أنها كانت تدرس إقامتها في الميناء المتوسطي في الضفة المغربية بالقرب من طنجة، لكن توتر العلاقات مع الرباط لم يسمح بذلك.
وأكدت حكومة مدريد استمرار إيران الاهتمام ببناء محطة تكرير للنفط في ميناء الجزيرة الخضراء الذي يعد من كبريات الموانئ في أوروبا، حيث ستكون هناك محطة للتخزين لتوزيع النفط في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتتوفر إيران على زبائن في أوروبا، ودرست منذ مدة عملية التكرار والتخزين خارج أراضيها للاستجابة الفورية للتوزيع، وركزت في هذا الصدد على المغرب واسبانيا. وتؤكد مصادر سياسية اسبانية لجريدة القدس العربي أن طهران رغبت في الميناء المتوسطي، لكن العملية فشلت قبل أن تبدأ.
ويعود هذا الفشل الى عاملين، الأول وهو القطيعة الدبلوماسية بين المغرب وإيران خلال السنوات الأخيرة والتي دامت قرابة ست سنوات قبل تبادل السفراء خلال الشهور الماضية، أما العامل الثاني وهو ارتباط المغرب بالعربية السعودية وأنظمة الخليج عموما، وبالتالي يرغب في تجنب مشروع إيراني. ويضاف الى هذا أن مشروعا من هذا الحجم سيتطلب حضورا بشريا قويا لإيران، بينما يتوجس المغرب من انتشار التشيع في بلاده.
وبعد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى وخاصة الغرب، بدأت طهران في تنفيذ مخططاتها في مجال الطاقة ومنها إقامة محطة تكرار وتخزين في أوروبا. وتجد في اسبانيا خير مخاطب في الوقت الراهن، حيث تحولت الحكومة اليمينية المحافظة الى مدافع شرس عن احتضان هذا المشروع.
ويؤكد وزير الخارجية مانويل غارسيا مارغايو في تصريحات للصحافة الإسبانية رهان إيران على إنشاء هذه المحطة واستثمار ملياري دولار لتكرار 120 ألف برميل يوميا. وأنها اختارت الجزيرة الخضراء لأنها تقع في الخط البحري الدولي بين الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا اللاتينية لاسيما بعدما قررت بنما الرفع من سعة قناة بنما أمام السفن الكبرى.
وتقتفي إيران ما أقدمت عليه حكومة أبو ظبي باقتناءها الشركة الإسبانية سيبسا لتكرير وتخزين النفط في الجزيرة الخضراء في مضيق جبل طارق وكذلك في ويلفا شمال المدخل الغربي للمضيق نفسه. واستطاعت سيبسا الحصول عل سوق نفط هامة في السوق الإسبانية علاوة على التصدير نحو دول أوروبية أخرى. وبهذا ستصبح إيران منافسة للإمارات في الموقع نفسه وفي السوق نفسها.