يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون زيارة الى الأطراف المعنية بنزاع الصحراء وستكون محطته الأولى العاصمة مدريد، حيث سيلتقي بمسؤولين اسبان. وتتزامن هذه الجولة وحضور قوي لقضية الصحراء في مؤسسات مثل البلديات وحكومات الحكم الذاتي، وهي من نتائج اقتحام حزب بوديموس المشهد السياسي الإسباني.
وسيحل بان كيمون غدا الثلاثاء بالعاصمة مدريد قبل الانتقال الى مخيمات تندوف ونواكشوط ومقر الأمم المتحدة في بئر لحلو في الصحراء المغربية وتوجد فيها قوات المينورسو والبوليساريو قبل الانتقال الى الجزائر. وتأتي زيارة بان كيمون الى مدريد أسبوعا واحدا بعد زيارة مبعوثه الخاص في نزاع الصحراء كريستوفر روس الى العاصمة نفسها.
وبهذه الزيارة، يؤكد بان كيمون الموقع المركزي لمدريد في البحث عن حل لنزاع الصحراء بصفتها قوة استعمارية سابقة في الصحراء، حيث تستمر الأمم المتحدة في الأخذ بعين الاعتبار برأيها. وتجدد مدريد على موقفها من النزاع وهو حل متفق عليه بين الطرفين يضمن تقرير مصير الصحراويين.
وتتزامن زيارة بان كيمون مع الذكرى الأربعين للجمهورية التي أعنلتها جبهة البوليساريو. وشكلت مناسبة لأنصار هذه المنظمة بتنظيم العديد من الأنشطة السياسية لدعم الصحراويين، خاصة وأن نزاع الصحراء يحظى باهتمام كبير وسط الرأي العام الإسباني الذي يميل الى البوليساريو.
وأقدمت عدد من البلديات وحكومات الحكم الذاتي على إصدار بيانات تؤيد فيها جبهة البوليساريو بل وتعترف فيها بما يسمى الجمهورية الصحراوية علاوة على نصب أعلامها في مباني المؤسسات الرسمية كما حدث في جزر الكناري أراغون ضمن أخرى وكذلك الجامعات.
وينسب ارتفاع التضامن المؤسساتي في اسبانيا مع البوليساريو الى اقتحام حزب بوديموس المشهد السياسي بعدما تحول الى القوة السياسة الثالثة في البلاد ويحضر في جميع بلديات وحكومات الحكم الذاتي في اسبانيا علاوة على البرلمان الإسباني والأوروبي. وكان حزب اليسار الموحد أكبر الداعمين للبوليساريو، لكن حضوره كان محدودا للغاية في هذه المؤسسات.
ويتبنى بوديموس أطروحة جبهة البوليساريو ويناصرها، ويتقدم نوابه في حكومات الحكم الذاتي في اسبانيا والبرلمان الأوروبي بمقترحات تهدف الى تطوير العلاقات مع جبهة البوليساريو، ولم يتقدم الآن بمقترحات في البرلمان الوطني لأن الحكومة لم تتشكل حتى الآن بسبب التشتت السياسي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 20 ديسمبر الماضي.