… لوحات للفنان التشكيلي “يوسف الحداد” تُخلّد مقهى الزهرة في تطوان

صورة للفنان يوسف الحداد

«الزهرة» مقهى شعبى متوسط يقع فى قلب مدينة تطوان ” الحمامة البيضاء ” يحمل بين طياته محبة لا تقارن من زواره ومريديه لنوادله ( شقور – المعداني – ياسين – عبد السلام – مصطفى – كريم ، و قبلهم كثيرون مروا من هناك ) .

مقهى «الزهرة» يعود لسنوات تطوان الجميلة ، زوار هذا المقهى يتوارثون جيل بعد جيل ، التعرف على الحقبة الذهبية من تاريخ « الزهرة» رسالة يتوحد عليها زوار المقهى، ممن يأتون يومياً إليه حتى قبل الذهاب لأعمالهم، ليتناولوا فطورهم ويلقوا التحية على عائلة المقهى، والتى تلم شمل أشخاص من مختلف المهن و الحرف تحت سقف واحد، ليحصلوا على جرعة نشاط تكفيهم حتى يلتقوا فى نفس المكان فى المساء، ويتبادلون أطراف الحديث حول ما وصل إليه مجد البارصا و الريال .

و تخرج الفنان التشكيلي يوسف الحداد من “مدرسة الفنون الجميلة”تخصص صباغة سنة 1988. أقام معارض داخل الوطن وخارجه ،انشغل بالبحث عن صيغ تعبيرية فنية وتشكيلية جديدة.

 يشتغل الحداد كثيرا عن علاقة التشكيل بالموسيقى وهي تجارب مبتكرة تعنى بالبحث عن قوالب فنية راقية تختلط فيها الألوان والأشكال بالأصوات والنغم والمقامات ، حيث تتداخل وظائف الحواس و تسمع التشكيل ، وترى الموسيقى، و يعبر الحداد عن تجربته بـ(Trans art gnawa).

يوسف الحداد فنان صامت يتكلم قليلا ولا يحدثك كثيرا عن أعماله لكنه يضج بالكلام داخل لوحاته ، يجيد التعبير باللون والصيغة والأشكال، لوحاته تومئ ولا تفصح، وتفتح الباب أمام تأويلات وقراءات تشرك المتلقي في إبداع العمل الفني المنهمك في تأمله.

 يوسف عاشق للموسقى أيضا ، عازف غيتارة لدى ترى تفاعل الحقلان الفنيان في أعماله ، الفوضى داخل الانسجام ، والانسجام داخل الفوضى ، وقلق البحث عن الصيغ والأشكال الجديدة موسيقية كانت أو تشكيلية، يوسف فنان رحالة لا يستقر على حال.

إ1

لوحات يوسف التشكيلية، تشي بطبيعة ميوله ومجال اهتمامه في تخيير مواضيع قريبة من ذاته الإنسانية وأحلامه الموصولة برسم تفاصيل لشخوص من بيئته المحلية المحيطة، والتي تجد في المواضيع التراثية مجالها الحيوي في رصف بنيان مكوناته الشكلية، فكرة ومواضيع ومعالجات تقنية منفذة بالتأليف للوني المباشرة باليد الحرة الطلقة، وأخرى قائمة على توظيف تقنيات من عينه المبصرة والبصيرة في انتقاء مدرات وصفه البصري عبر توليفات شكلية متعددة .

وكذلك نلمح أيضاُ تلك المزاوجة الواضحة المعالم ما بين الرموز ودلالات الشخوص والمكونات المتكاملة للريف والمدينة والبداوة، وإشارات المطرزات للأماكن المتداخلة في بنية تشكيلاته الفنية الموزعة بحرفية و مهنية عالية.

2

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password