انتهت أشغال المنتدى الدولي كريس مونتانا في مدينة الداخلة في الصحراء المغربية بتوزيع جوائز على شخصيات دولية مرموقة، لكنه ينتهي في الوقت نفسه على ما يمكن اعتباره توترا صامتا بين الرباط والأمم المتحدة بسبب موقف الأخيرة التي نفت مشاركتها الرسمية في المنتدى.
ويعالج منتدى كريس مونتانا الذي جرت أشغاله ما بين الجمعة والسبت الماضيين التنمية في العالم وركز في دورة الداخلة على التنمية بين الجنوب-الجنوب وخاصة في القارة الإفريقية، وجاء عنوان الدورة الحالية “إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب – جنوب”. ومنحت الدورة الحالية جوائز الى عدد من الشخصيات الدولية.
ورافق جدل تنظيم المنتدى، وقد بدأ بتدويل جبهة البوليساريو هذا الملف من خلال محاولة إضافة معطى جديد الى الصراع الدبلوماسي مع المغرب، وهو عرقلة منتديات في الصحراء، يضاف الى صراع حقوق الإنسان والثروات الطبيعية.
وشهدت اسبانيا جدلا بسبب مشاركة رئيس الحكومة السابق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو في المنتدى، حيث انتقدته الحكومة وكل الأحزاب بما فيها الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه. وقالت الحكومة أنها التزمت بقرار الاتحاد الإفريقي عدم المشاركة. وتعتبر اسبانيا الدولة الوحيدة التي شهت جدى بينما لم تشهد دول مثل فرنسا نقاشا حول المشاركة رغم حضور الوزير الأول السابق دومنيك دو فيلبان.
وجاءت مفاجأة أخرى من الأمم المتحدة لتلقي نوعا من البرودة على العلاقات بين المغرب وهذه المنظمة العالمية، وهي العلاقات التي لم تشهد بعد حرارة. وجاء في بيان للأمم المتحدة نفيها المشاركة في المنتدى.
في هذا الصدد، ينفي استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يكون الأمين العام أو أي من مساعديه شاركوا بصفة رسمية في منتدى كريس مونتانا. وصدر البيان يومه السبت.
ويؤكد “لا صحة لتقارير أفادت بمشاركة المنظمة الدولية أو أي من مسؤوليها في “منتدى كرانس مونتانا” وأضاف دوغريك، في بيانه، أن “الأمين العام بان كي مون قد تلقي دعوة لحضور أعمال المنتدي، لكنه أبلغ رئيس المنتدي بأنه لم يتمكن من الحضور”.
وأردف قائلا: “لقد لاحظنا تقارير صحفية مفادها أن الأمم المتحدة تشارك في منتدى كرانس مونتانا المنعقد حاليا في الداخلة، لكن الأمين العام بان كي مون لم يفوض السيد فيليب دوست بلازي، وهو يشغل منصب المستشار الخاص للأمين العام بشأن التمويل المبتكر، أو أي أحد آخر بالحضور. إن حضور فيليب دوست بلازي أعمال المؤتمر يتم بشكل حصري بصفته الشخصية فقط”. وينتقد البيان وصف مدينة الداخلة بالمغربية في وقت لم يحسم في السيادة على الصحراء.
ويصدر البيان على بعد أقل من شهر من مداولات مجلس الأمن حول ملف الصحراء. وبهذا الموقف، قد يكون مفاجئا للسلطات المغربية في وقت جرى فيه الاعتقاد بحصول تقارب بينها وبين الأمم المتحدة.