وأضاف البيان أن مرصد الشمال لحقوق الإنسان تلقى الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية بتطوان باستياء كبير “باعتباره حكما مخففا، خصوصا أن الأمر يتعلق باستدراج تلميذتين قاصرتين”، داعيا القضاء المغربي إلى “إصدار أحكام زجرية ورادعة في حق المعتدين على الأطفال”.
وتعود القضية إلى 27 مارس/آذار الماضي عندما ألقت الشرطة القبض على المواطن الألماني في مدينة تطوان شمال المغرب، بعدما حاصره مواطنون أثار انتباههم دخول قاصرتين بالزي المدرسي إلى داخل عربة المتهم السياحية قرب المحطة الطرقية.
وأكد مرصد الشمال أن “المتهم -وهو صحافي ومنتج إعلامي لإحدى شركات الإنتاج المعروفة بألمانيا- استدرج القاصرتين من أمام أبواب مؤسستهما التعليمية (…) وحجزت السلطات الأمنية معه كاميرا رقمية قد يكون استعملها في التقاط صور ومشاهد للتلميذتين أو ضحايا آخرين محتملين”.
وقضت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف في مدينة تطوان شمال المغرب في 15 أبريل/نيسان الجاري، بالسجن عشرين سنة وغرامة قدرها مائة ألف درهم (أكثر من عشرة آلاف دولار) بحق بريطاني اتهم بمحاولة اختطاف واغتصاب ثلاث قاصرات.
وأبدى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسي حينها ارتياحه للحكم الذي صدر، “لأنه يحمي أطفال المغرب من جهة، ويعطي درسا لمغتصبي الأطفال في المستقبل”.
وخرج آلاف من المغاربة في مايو/أيار 2013 في الدار البيضاء لشجب الاعتداء الجنسي على الأطفال وإساءة معاملتهم، بعد الاعتداء على طفلة تدعى وئام وجدت غارقة في دمائها بعدما دافعت بشدة عن نفسها أمام المعتدي الذي استعمل أداة حادة مزق بها وجهها.
وبعد ثلاثة أشهر، صدر عفو ملكي “عن طريق الخطأ” وفق السلطات عن إسباني يسمى دانييل كافان، اغتصب 11 طفلا مغربيا وحكم بالسجن 30 سنة، مما أثار غضبا عارما في المغرب دفع السلطات إلى التراجع عن العفو، فطالبت نظيرتها الإسبانية بإرجاعه إلى المغرب، لكن إسبانيا رفضت وقالت إنه سيقضي بقية عقوبته في إسبانيا.