من المنتظر تسجيل تدهور جديد في العلاقات بين المغرب والأمم المتحدة في أعقاب التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لهذه المنظمة الدولية من تركيز على استفتاء تقرير المصير واعتبار الصحراويين في مخيمات تندوف يعيشون “مأساة حقيقية” علاوة على تهميش كلي لمقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي.
وكان بان كيمون قد بدأ جولة من اسبانيا متعلقة بملف الصحراء وحل بموريتانيا وبحث مع رئيسها محمد ولد عبد العزيز النزاع ثم مخيمات تندوف مع زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ولاحقا في بئر لحلو التي تعتبر مغربية ولكن يسيطر عليها البوليساريو وانتقل أخيرا الى الجزائر مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ولم يزر بان كيمون المغرب بسبب تواجد الملك في عطلة في فرنسا، بينما تشير معطيات الى أن السبب الحقيقي هو التوتر بين المغرب والأمم المتحدة بسبب ما يعتبره الأول انحيازا للثاني في ملف الصحراء لصالح البوليساريو.
وجاءت تصريحات بان كيمون لصالح البوليساريو في مجملها خلال هذه الزيارة، ومنها قوله “سندعو قريبا إلى تنظيم اجتماع للدول المانحة من أجل جمع أموال تمكن من الاستجابة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين”. ولم يتطرق الى قضية إحصاء اللاجئين التي يطالب بها المغرب بل ركز فقط على الجانب الإنساني بعد الفيضانات التي تعرضت لها مخيمات تندوف مؤخرا ودمرت الكثير منها.
وفي تصريح آخر، يقول “أعرب عن حزني العميق للمأساة الإنسانية للصحراويين، التقيت لاجئين يعانون منذ اجيال. تحدثت الى شبان فقدوا الايمان بالمستقبل. لقد وعدتهم بأن أبذل كل ما هو ممكن لتحسين الامور”. وركز بان كيمون كثيرا على الوضع المعيشي للصحراويين، متعهدا بالعمل على إيجاد حل.
وفي تصريح آخر حول الحل النهائي للنزاع اعتبر أن “طرفي النزاع الصحراوي لم يحرزا أي تقدم حقيقي في المفاوضات التي من شأنها أن تفضي إلى حل سياسي عادل، ودائم ومقبول من قبل الجميع، مبني على أساس تقرير مصير الشعب الصحراوي”. ويضيف في تصريح آخر مؤكدا “أن أفراد طاقم بعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية مستعدون لتنظيم استفتاء اذا توافق الاطراف”.
في الوقت ذاته، قام بان كيمون بزيارة منطقة بئر لحلو، وهي منطقة تعتبر جزءا من الصحراء المغربية ولكن يسيطر عليها البوليساريو رفقة مناطق أخرى وراء الجدار. وكان الرأي السائد هو زيارة بان كيمون لقوات المينورسو فقط ولكنه حل التقى زعماء البوليساريو وخاصة أحمد البخاري المنسق مع قوات المينورسو ورئيس بلدية هذا التجمع الصحراوي في المنطقة.
ومن خلال تصريحات المسؤول الأممي وزيارته الى بئر لحلو فهذا سيؤدي مباشرة الى مزيد من تدهور العلاقات بين المغرب والأمم المتحدة، وسيصبح من الصعب الحديث عن زيارة بان كيمون الى المغرب أو وساطة مبعوثه الشخصي كريستوفر روس.