تستمر الجزائر في العيش سياسيا على إيقاع مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي رغم عودته لم ينهي الجدل حول وضعه الصحي ومدى ملائمة تطبيق المادة 88 من الدستور التي توصي بإقالته في حالة غذا لم يستطع القيالم بمهامه. ويدعو سياسيون الرئيس الى تدبير أمر خلافته حفاظا على مصالح البلاد التيتعيش جمودا بحكم الصلاحيات للرئيس ولا يمارسها الآن بسبب المرض.
وعاد عبد العزيز بوتفليقة الى الجزائر بعد قرابة ثلاثة أشهر من العلاج في فرنسا، وتشير كل المعطيات الى أنه لم يستعد نشاطه السياسي قبل فترة مرضه، إذ لم يعقد اجتماعات حكومية واكتفى ببعض القرارات البروتوكولية حتى الآن مثل إعلانه تخصيص مساعدات للاجئين السورييين في الأردن.
في الوقت ذاته، لم يظهر في الإعلام، حيث لا تنشر وكالة الأنباء الجزائرية أي خبر عنه تقريبا في واجهتها الرقمية وهي التي كانت تجعل دائم الحضور، ولا يتحدث عنه التلفزيون الرسمي، علما أن الرئيس الجزائري يعتبر من الرؤساء الذين يحرصون على حضور دائم في وسائل الاعلام.
وتبقى الصور الوحيدة التي ظهرت لبوتفليقة حتى الآن منذ تعرضه للجلطة الدماغية، هي التي يظهر فيها رفقة مسؤولين في مستشفى ليزنفليد في العاصمة باريس ثم صورة له مع مسؤولين حكوميين في المطار خلال عودته منذ أيام وهو جالس على كرسي متحرك.
والوضع الصحي للرئيس بدأ يصيب الدولة الجزائرية بالجمود بحكم أن بوتفليقة اعتمد نظاما رئاسيا قريبا من الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية بتوليه كل التعيينات في مختلف الأسلاك العسكرية والقضائية والتعليمية والدبلوماسية والأمنية دون ترك هامش القرار لئريس الحكومة.
وهذا الجمود السياسي والإداري هو الذي يجعل بعض الأصوات ترتفع بين الحين والآخر في البلاد مطالبة بالمعرفة الحقيقية للوضع الصحي للرئيس. وآخر هذه الأصوات التي انضمت الى المطالبين بهذا، عبد الرزاق مقري الذي يشغل منصب رئيس حركة مجتمع السلم.
في هذا الصدد، نقلت عنه وسائل الاعلام الجزائرية اليوم ومنها الشروق أن عبد الرزاق مقري يعتبر ما يدور من حديث عن المادة “88” من الدستور أمر طبيعي، كون الأمر يتعلق برئيس الجمهورية وهو شخصية عمومية لها تأثيرها على الدولة.
وتضيف الجريدة نقلا عن هذا السياسي “أن المادة (88) مادة دستورية ولم تخلقها الطبقة السياسية ولذلك فمطالبة غيرنا من السياسيين بتطبيق المادة 88 حقهم ولا يملك أحد أن يسفههم ويخونهم سواء كان هذا المطلب مناسبا من وجهة نظر غيرهم أم لا”. واعتبر بوتفليقة شخصية عمومية يؤثر وضعه الصحي على الدولة بالكامل.
وتتضمن شبكات التواصل الاجتماعي في مواقع جزائرية وتعاليق القراء في الصحف الرقمية انتقادات شديدة للوضع الحالي، وتطالب بعض التعاليق من بوتفليقة الاعلان عن انتخابات سابقة لأوانها اوالانسحاب وترك البلاد لجيل جديد من السياسيين يشمل الرئاسة حتى البرلمان.