بدأ النزاع السوري يتحول على ضوء الأرقام المهولة الى أكبر النزاعات التي تسجل خسائر بشرية مهولة سواء على مستوى القتلى أو النازحين، وذلك بعدما أكدت الأمم المتحدة أن نسبة النازحين السوريين قد وصل الى ثلاثة ملايين منذ اندلاع النزاع. واستقبل المغرب بضعة آلاف من النازحين بينما استقبل لبنان النسبة الأكبر.
وأفادت الأمم المتحدة في تقرير لها يومه الجمعة أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم هربا من النزاع الدائر فيها قد تخطى عتبة 3 ملايين، بينهم مليون خلال العام 2013 وحده.
وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان إن “أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة تخطت اليوم رقما قياسيا جديدا قدره ثلاثة ملايين لاجئ”، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل مئات آلاف السوريين الذين فروا من البلاد لكنهم لم يُسجلوا انفسهم على لوائح اللاجئين.
وكانت ذات المنظمة قد أعلنت خلال يونيو الماضي أنّ عدد اللاجئين قسراً في العالم تجاوز لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية 50 مليون شخص في نهاية عام 2013، أي بزيادة قدرها ستة ملايين شخص عن عام 2012 حين بلغ عدد النازحين قسراً 45.2 مليون شخص.
ويتوزع اللاجئون السوريون على عدد من دول العالم وخاصة البحر الأبيض المتوسط، وقد استقبل لبنان أكثر من مليون ونصف سوري علما أن نسبة سكانه لا تتجاوز أربعة ملايين لبناني. ويتخام لبنان سوريا، لهذا ارتفع هذا العدد الخضم. واستقبلت دول أخرى بضعة آلاف مثل المغرب بسبب البعد الجغرافي.
ويوجد رقم آخر يبرز مأساة الشعب السوري، فقد أكدت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن نسبة ضحايا هذا النزاع قد تجاوز 191 ألف قتيل منذ اندلاعه حتى نهاية أبريل الماضي.
وبهذا، يصبح النزاع السوري الأخطر في القرن الواحد والعشرين بعد الملف العراقي الذي خلف مئات الآلاف من القتلى سواء إبان الحرب الأمريكية-البريطانية على العراق أو المواجهات التي وقعت لاحقا وتستمر حتى يومنا هذا.
وتجاوز النزاع السوري بشأن عدد الضحايا نزاعات أخرى مثل الحروب البلقانية في البوسنة والهرسك وكوسوفو ويقترب من المجارز التي حدثت في رواندا.
وتشير كل المعطيات الى تفاقم الوضع في سوريا جراء عوامل أبرزها غياب مصالحة بين الأطراف المتنازعة علاوة على ظهور الدولة الإسلامية “داعش” التي رفعت من مستوى العنف والاغتيالات بشكل لم تشهده المنطقة من قبل.