تناول الناطق باسم القصر ومؤرخه سابقا حسن أوريد العلاقات المغربية-الفرنسية بنوع من النقد اللاذع معالجا مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي التي يكون فيها المغرب “منفذا لتوجيهات باريس” وبعناصر مغربية تخدم هذه الأجندة بامتياز.
وفي العدد الجديد من مجلة زمان في نسختها باللغة العربية، يكتب حسن أوريد عن تبعية المغرب لفرنسا بشكل مطلق منذ انهيار جدار برلين، وينطلق من تصريحات سفير فرنسا في الأمم المتحدة الذي وصف المغرب “بالعشيقة التي ننام معها ويجب الدفاع عنها وإن لم نكن نحبها”. ولم يتردد في الإيحاء بمسؤولية سياسة المغرب تجاه فرنسا في المساهمة في هذا التصور.
واستعرض من ضمن الأمثلة الهدايا التي قدمها المغرب الى فرنسا في مجال الخوصصة من خلال خوصصة الماء والكهرباء حيث ارتفعت الأسعار بشكل قياسي في ظرف سنوات قليلة خاصة في عهد الملك محمد السادس ثم شركات أخرى شهدت السيناريو نفسه. وكذلك في مجال التعليم، حيث منح الملك الراحل الإشراف التربوي للمغرب الى الفرنسيين لتعديل قوانين التعليم المغربي على شاكلة فرنسا.
وتطرق في الوقت نفسه الى فضائح الفرنسيين في المغرب التي يتستر عليها المسؤولون المغاربة. وعلاقة بهذا الموضوع، كانت الصحافة المغربية قد أثارت فضائح مسؤولين فرنسيين ومنهم وزير ثقافة سابق تورط في ملفات أخلاقية مع القاصرين وتسترت عليه السلطات المغربية في مدينة مراكش.
ويتحدث المقال عن مغاربة يعتبرون أصوات فرنسا في المغرب الذين يدافعون عن مصالح فرنسا في مجال التعليم والاقتصاد، حيث يعتبرون أدواتها التنفيذية بامتياز، وإن لم يسطر عليها مباشرة حسن أوريد، فيصل الأمر الى “العمالة لفرنسا”.
ويستخلص المؤرخ السابق للملكة الذي لم يدم كثيرا في منصبه ربما بسبب رؤيته غير :المخزنية” للتاريخ المغربي مساهمة المغرب الرسمي في رسم صورة تبعيته لفرنسا.
وتجدر الإشارة الى أنه من الأسباب الرئيسية التي جلعت الملك الحسن الثاني يسقط في هذه التعبية، وهو الذي كان يحاول منح المغرب شخصية دولية مستقلة، هو إدراكه بفقدان المغرب مكانته الاستراتيجية في أعقاب نهاية الحرب الباردة، وساهم خلفه الملك محمد السادس في هذا الوضع.
وكان الصحفي والكاتب الفرنسي بيير توكوا قد عالج في كتاب باسم “جلالة الملك أنا مدين لوالدكم” العلاقات الخاصة بين المغرب وفرنسا، وانتهى لخلاصة رئيسية وهي أبوية فرنسا للنظام المغربي بإرادة ورغبة الأخير.