المهداوي يكشف التلاعب بمعلومات المكالمات بين تعيين الزفزافي ملكا واستيراد الدبابة من روسيا

صورة مركبة للصحفي حميد المهداوي

وأخيرا، مثل الصحفي حميد المهداوي مدير الجريدة الرقمية بديل أمام القضاء يوم الاثنين 12 فبراير الجاري، ومعه تطرح تساؤلات كبرى حول الكيفية التي جرى بها التعاطي مع ملفه الى مستوى استيراد دبابات روسية الصنع.

وكان اعتقال المهداوي قد أثار كثيرا من الجدل السياسي والإعلامي، وذهبت الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية الى اعتبار اعتقاله تعسفا في ظل تهمة وصفها الكثيرون بالواهية وهي التحريض على التظاهر. وتعرض لعقوبة سجنية قاسية.

وعمدت الدولة الى تقديم دعوى أخرى وهي ذكره في ملف استيراد أسلحة للريف، كما جاء في مكالمة هاتفية من طرف مواطن مغربي يقيم في هولندا اسمه “إ ب”، تعهد بالكثير من الوعود وهي تحويل ناصر الزفزافي الى ملك للمغرب، ثم استيراد دبابات من روسيا وإدخال أسلحة الى المغرب عبر سبتة المحتلة. ويحاكم المهداوي بتهمة عدم التبليغ عن معطيات خطيرة وهي وفق التقارير الأمنية استيراد أسلحة، وبعبارة أخرى معلومات تمس بالأمن القومي للبلاد.

ومن المعطيات المثيرة التي كشفتها تصريحات المهداوي أمام القضاء هي: تتوفر الدولة على نص المكالمات التي تقول بأن الشخص المتحدث من هولندا يرغب في تعيين الزفزافي ملكا، فلماذا جرى إخفاء هذه المعطيات من تقارير الاستنطاق؟

في الوقت ذاته، جرى الحديث عن استيراد جهة ما، وفق المكالمة، دبابات من روسيا، والتساؤل هنا: لماذا تعاملت الدولة المغربية بجدية مع هذه التصريحات في وقت تدرك الدولة المغربية أن روسيا لا تبيع خلال العقدين الأخيرين أسلحة لأي حركة. كما أن المغرب بدوره عندما يريد سلاح من روسيا ينتظر سنوات وسنوات وأحيانا يلجأ الى دول تتعاون مع موسكو أو تعاونت معها في صناعة الأسلحة ولديها رخص مثل روسيا البيضاء وأوكرانيا للحصول على أسلحة مثل الدبابات. وإذا كان المغرب ينتظر سنوات، فمن هذا النشاط الريفي الذي حصل على رخص استيراد دبابات في لمح البصر؟ عمليا يعتبر هذا الشخص خارقا للعادة ويستحق منصبا في الدولة.

وفي معطى آخر لا تقل إثارة، جاء في المكالمة معلومات تفيد بالتهديد بإدخال أسلحة الى المغرب في صندوق سيارة من طرف المتصل من هولندا. هنا يتم طرح التساؤل: طالما تعاملت الدولة المغربية بالجدية مع هذه المعلومات، فهل حصل التنسيق مع هولندا حول مدى صحة هذه المعلومات ؟ سيكون من الغريب جدا انخراط المغرب في التعاون مع الدول الغربية في محاربة الإرهاب وأن يتم التعامل معه بتجاهل في ملف يتعلق بأمنه القومي. هنا، يجب تقديم التقارير الأمنية الهولندية التي أرسلتها الى المغرب، إذا كانت هناك تقارير.

ووفق المهداوي وعدد من المهتمين، إذا كانت الدولة قد تجاهلت تعيين الزفزافي ملكا، فمنطقيا، كان يجب التعامل مع باقي المعلومات الغريبة مثل قصة الدبابات من روسيا  بالمعيار نفسه.

 

Sign In

Reset Your Password