بين الحين والآخر يقفز الفنانون وعلى رأسهم الممثلين الى عالم السياسية خاصة في الدول الغربية، حيث يستفيد النجم من شهرته وسط الرأي العام ليخوض معترك السياسة. وتعتبر حالة الممثل الإسباني خوانخو بويكوربي فريدة من نوعها، فقد أدى دورا جسد فيه الملك خوان كارلوس في الشاشة، والآن ينتقل الى حزب يريد وضع نهاية للملكية في اسبانيا ووحدتها الترابية عبر انفصال كتالونيا.
ويبقى أشهر الممثلين الذي خاضوا غمار التمثيل الأمريكي رونالد ريغان الذي صار رئيس أقوى دولة في العالم في الثمانينات، وسار على منواله النجم أرنولد شوارزنغير حاكما لولاية كاليفورنيا، بينما اقتصر كلينت إيستوود على إدارة بلدية صغيرة في كاليفورنيا كذلك.
وبدأت اسبانيا تشهد انخراط ممثلين وفنانين في عالم السياسية، وكانت البداية مع الممثل التلفزيوني المعروف توني كانتو الذي انخرط مع حزب “اتحاد التقدم والديمقراطية”، الليبرالي، وترشح الآن لرئاسة حكومة الحكم الذاتي في إقليم فالنسيا في الانتخابات القادمة.
ومن أبرز الأسماء التي انضمت الى مجال السياسة كذلك الشاعر خوسي لويس غارسيا مونتيرو الذي سيمثل اليسار الموحد في انتخابات الحكم الذاتي الخاصة بإقليم مدريد التي ستجري في ظرف شهور. وشكل مفاجأة حقيقية لأنه لأول مرة يتزعم مثقف ومبدع حزبا سياسيا في انتخابات خاصة بالحكم الذاتي في اسبانيا.
وبعد قرار هذا الشاعر، يأتي قرار الممثل خوانخو بويكوربي الذي أعلن ترشحه مع حزب اليسار الجمهوري الكتالاني في إقليم كتالونيا. وقد يكون الأمر عاديا للغاية في حالة انخراط الممثلين إلا أن حالته مختلفة، فالرجل مرشح كرئيس ثان لبلدية برشلونة الكبرى، ومع حزب اليسار الجمهوري الكتالاني. ويطالب هذا الممثل بانفصال كتالونيا عن باقي اسبانيا، ويلح على نهاية الملكية والانتقال الى الجمهورية.
وتتجلى الإثارة في حالة خوانخو بوبكوربي أنه جسد منذ سنوات الملك خان كارلوس في فيلم تلفزيوني لاقى الكثير من النجاح، بل وساهم في التعاطف مع صورة الملك وقتها، الملك الإنسان الذي تتغلب عليه النزوات أحيانا والذي يكافح من أجل بقاء اسبانيا موحدة في وجه الحركات القومية مثل كتالونيا وبلد الباسك. وكان دوره قد جلب له بعض الانتقادات من طرف الحركات القومية في كتالونيا التي اعتبرته قد خان القضية الكتالانية بتجسيده دور الملك خوان كارلوس.
وانقلبت الأوضاع، والآن يصبح هذا الممثل الذي أدى دور الملك في الشاشة يساهم في الواقع سياسيا في نهاية الملكية الإسبانية ونهاية وحدة اسبانيا عبر انفصال كتالونيا. وهذه المرة، جلب له دوره الجديد في الحياة السياسية الواقعية تعاطف الحركات القومية.
وشارك في نهاية الأسبوع الماضي في برنامج تلفزيوني في القناة الخامسة “تيلي سينكو”، مدافعا عن انفصال كتالونيا عن اسبانيا وتفضيله للجمهورية.