على بعد أيام من احتضان الجزائر لمفاوضات جديدة بين أطراف النزاع المالي، يستقبل المغرب أحد أبرز زعماء الطوارق الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، بلال آغا الشريف في الرباط، هذا الأخير الذي يؤكد على محورية الدور المغربي. وبهذا تستمر مالي مسرحا للتنافس الدبلوماسي بين المغرب والجزائر.
في هذا الصدد، قام وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار باستقبال وفد عن الحركة الوطنية لتحرير الأزواد برئاسة أمينها العام بلال آغا الشريف يومه الجمعة 29 غشت. ويؤكد بيان الخارجية المغربية أن اللقاء يندرج ضمن “الجهود المستمرة للتواصل والتشاور بين المغرب و قيادة هذه الحركة بغية دعم أسس الحل السياسي الدائم والعادل بين الحكومة المالية والحركات الجادة بشمال مالي”.
ويؤكد البيان أهداف المغرب من اللقاء وتتجلى في صيانة وحدة مالي وإرساء اتفاق كفيل بمحاربة التطرف والإرهاب في شمال مالي.
ومن جانبه، شدد زعيم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد على محورية الدور المغربي في مفاوضات السلام التي تشهدها مالي. وبهذا التصريح، يضمن بلال آغا الشريف للمغرب حضورا بطريقة أو أخرى في مفاوضات السلام في مالي.
وكان الملك محمد السادس قد استقبل خلال يناير الماضي زعيم هذه الحركة المالية التي تطالب بوطن في شمال مالي. ويبدو أن الاستقبال الملكي جعل الحركة تراجع موقفها الانفصالي.
ويأتي هذا اللقاء في الرباط على بعد أيام قليلة من الاجتماع المرتقب في الجزائر والذي يجمع الحكومة المركزية في مالي وممثلي الحركات السياسية والمسلحة الأزوادية ومنها الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي زار زعيمها المغرب.
ورغم أن المغرب ألمح الى الترحيب بالدور الجزائري بطريقة غير مباشرة بتأكيده على المساعي الإقليمية والدولية الرامية الى إرساء السلم في مالي، إلا أن المسؤولين الجزائريين يرون بعين الريبة زيارة بلال آغا الشريف الى المغرب في هذا الوقت بالضبط.
وانتقدت جريدة الحدث الجزائرية استقبال صلاح الدين مزوار لزعيم الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، واعتبرته تشويشا على مساعي الجزائر.
وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعامرة قد شدد على إبعاد المغرب من أي مفاوضات مستقبلية بالتركيز على أن الملف المالي من اختصاص الجزائر ومن اختصاص الدول التي تجمعها حدود جغرافية مباشرة بمالي.