قبلت حكومة مدريد طلبات اللجوء التي تقدم بها ثمانية صحراويين كانوا قد وصلوا الى جزر الكناري على متن قارب للهجرة السرية في بداية الشهر الجاري. والمثير أن المغرب يتحفظ على منح اسبانيا طلبات اللجوء السياسي للصحراويين، كما تتحفظ وترفض البوليساريو أن تمنح مدريد الصحراويين مؤيدي تقرير المصير اللجوء.
وكان القارب قد وصل يوم 7 ديسمبر الجاري وعلى متنه 19 مهاجرا، وقبلت وزارة الداخلية الإسبانية طلب ثمانية صحراويين لمعالجة اللجوء السياسي بينما رفضت طلب أربعة آخرين، في حين أن الآخرين كانوا قاصرين وجرى ترحيل اثنين من المغرب لأنهما ليسا من أصول صحراوية.
ورغم أن قبول طلب اللجوء لا يعني نهائيا قبوله في آخر المطاف بل قد يقبل أو يرفض إلا أن المغرب يتحفظ على قبول اسبانيا دراسة ملفات لجوء الصحراويين لأنه يعتبر ذلك أنه تزكية لمواقف البوليساريو والجزائر وجمعيات دولية بأن الصحراء تعيش خروقات حقوقية.
ولكن يبقى المثير هو أن جبهة البوليساريو تعارض دائما حصول مؤيديها على اللجوء السياسي في الخارج بل تفضل أن يبقوا في مدن الصحراء المغربية لتعزيز أطروحة تقرير المصير وكذلك لتزعم الاحتجاجات. ويمتد هذا الرفض الى الحصول على الجنسية الإسبانية من طرف الصحراويين القدامى.
وتفرض جبهة البوليساريو تزكية طلبات الصحراويين الذين يتقدمون بطلبات اللجوء السياسي في الدول الأوروبية. بل عملت البوليساريو على تشجيع بعض الصحراويين للجوء الى المغرب ضمن ما كان يسمى “وطن غفور رحيم” حيث جرى استغلال هذه العودة من طرف البعض لتزعم الاحتجاجات.
ومن أبرز الذين رفضوا اللجوء السياسي في الخارج أميناتو حيدر خلال نوفمبر 2010 عندما قام المغرب بطردها من مطار العيون، وشكل ذلك مشكلة كبرى واضطر الى قبولها بعد وساطة وضغط أطراف دولية منها وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون.