لم يستدعي القضاء الإسباني مدير جريدة الباييس والصحفي إغناسيو سيمبيرو للتحقيق معهما بشأن شريط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يتضمن تهديدا للمغرب رغم مرور خمسة أشهر على تقديم رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران دعوى بالتشجيع على الإرهاب ضد الصحفي والمنبر. وتصرف القضاء الإسباني يبرز مدى اختلافه مع القضاء المغربي الذي كان قد اعتقل الصحفي علي أنوزلا على نشره رابط الشريط نفسه.
وكالن سيمبريرو قد نشر في مدونته الرقمية بجريدة الباييس خلال منتصف سبتمبر الماضي رابطا لشريط لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وقامت جريدة لكم الرقمية بإعادة نشر رابط المدونة، وترتب عن هذا اعتقال علي أنوزلا بتهمة التشجيع على الإرهاب، حيث قضلا رهن الاعتقال أكثر من شهر ويلاحقه القضاء بتهمة التشجيع على الإرهاب.
وتقدم ابن كيران بدعوى ضد جريدة الباييس والصحفي سيمبريرو خلال منتصف ديسمبر الماضي، وبعد مرور خمسة أشهر لم تستدعي النيابة العامة التابعة للمحكمة الوطنية في مدريد والمكلفة بالملفات الكبرى والدولية لا الصحفي ولا مدير الجريدة.
وعملت ألف بوست أن النيابة العامة طلبت ترجمة النص الكامل للشريط ثم المواقع الصحفية ومواقع البحث في مجال الإرهاب التي نشرته، وتساءت مسبقا عن رفع دعوى ضد جريدة الباييس دون غيرها من المواقع الدولية الأخرى التي نشرت الشريط ومازال منشورا.
وهذا التأخر يدفع الى المقارنة بين قانون الإرهاب المغربي وقانون الإرهاب الإسباني. فقد سارع القضاء المغربي على الاعتقال الفوري لعلي أنوزلا بسبب الشريط رغم عدم انتماء مدير جريدة لكم الى أي تنظيم إرهابي بل ويؤمن بالفكر التقدمي. وفي المقابل، لم يقدم القضاء الإسباني على اعتقال الصحفي سيمبريرو ولا مدير جريدة الباييس بل لم يتم استدعاءهما حتى الآن، علما أن القضاء الإسباني لا يتهاون نهائيا في اعتقال من يشتبه فيه بتهمة الإرهاب ويتوفر على ترسانة قانونية متطورة لمواجهة الإرهاب بسبب تواجد منظمة إيتا الإرهابية في البلاد منذ الستينات.
ويسود الاعتقاد أن التحقيق سيسير نحو الاستماع لاحقا لمسؤولي الجريدة والصحفي ثم حفظ الملف.