دعا الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي إلى المقاومة المدنية لنظام الرئيس قيس سعيد لوقف ما سمّاه “الانتحار الجماعي” في البلاد. وذلك على ضوء تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في هذا البلد لاذي كان مشعل الربيع العربي سنة 2011.
ووجه المرزوقي انتقاداً لاذعاً لمن ينعت فترة حكم حركة النهضة بـ”العشرية السوداء”. واعتبر هذا الخطاب بمثابة تبرير لمن يوجدون الآن في السلطة بعدما ضربوا التجربة الديمقراطية.
وكتب على صفحته في موقع فيسبوك “العشرية السوداء يا دجالين بدأت يوم 25 جويلية/ تموز 2021 وليس يوم 14 جانفي/ كانون الثاني 2011. وهي تتفاقم أمام أعينكم العمياء يوماً بعد يوم، ولن تنتهي إلا يوم تمثلون أمام المحاكم بتهمة تدمير الديمقراطية وسجن خيرة الرجال والنساء وإذلال التونسيين، وهم اليوم بدون ماء بدون حرية. وجعلنا شعبا متسولا يعيش على الصدقة العالمية، ودولة فاقدة للاستقلال والشرف والحد الأدنى من الفعالية التي تجعلها تستأهل صفة دولة”. وكان يعني أن الانهيار بدأ مع تعليق الرئيس قيس سعيد العمل بالبرلمان خلال يوليوز من سنة 2021.
وخاطب التونسيين بقوله “ولا بد لليل أن ينجلي. شريطة أن تهبّوا للمقاومة المدنية، لوضع حد لهذا العبث، لهذا الانزلاق المتسارع نحو الهاوية والانتحار الجماعي”.
وكان المرزوقي شبّه تونس في وقت سابق بـ”حافلة بلا فرامل يقودها سائق مخمور نحو الهاوية”، داعيا إلى استئناف مسار الديمقراطية تجنّبا لتكرار السيناريو السريلانكي (هروب الرئيس) في البلاد.
كما دعا أيضا التونسيين إلى الإعداد لمرحلة ما بعد الرئيس قيس سعيد، محذراً من تكرار السيناريو السوداني في البلاد، في إشارة الى فرضية استيلاء الجيش على الحكم.
وتولى منصف المرزوقي رئاسة تونس مؤقتا ما بين 2011 الى 2014، ويعيش الآن في المنفى بعدما ناهض نظام قيس سعيد، وأصدر قضاء النظام التونسي حكما غيابيا في حقه بأربع سنوات سجنا يوم 23 ديسمبر 2021.