لم يعد المغرب يطالب اسبانيا باستعادة سبتة ومليلية بل أصبح يتفاوض معها حول تنظيم التهريب من المدينتين الى المغرب، حيث أجرى مفاوضات مع مندوبية الحكومة الإسبانية في سبتة حول المعبر الجديد لمرور السلع التي يفترض أنها مهربة للدخول الى الأراضي المغربية. وهذا يجر الى تساؤل عريض، ما هو تأثير استثمارات الميناء المتوسطي على التهريب.
ورغم رفعه شعار محاربة التهريب طيلة عقود من الزمان ضمن استراتيجية تضييق الخناق على اقتصاد مدينتي سبتة ومليلية، يبدو أن المغرب لم يطبق أي شيء من هذا بل أصبح وعبر ولاية تطوان يساعد في تنظيم عملية التهريب.
في هذا الصدد، شهدت نقطة الحدود “المعبر” بين الفنيدق وسبتة عملية توسيع، وهو ما جعل التهريب يتضاعف مؤخرا. وأنجزت وزارة الداخلية معبرا خاصا بالتهريب سيدخل حيز التنفيذ في نهاية الشهر الجاري. وقد أجرت اجتماعا الأسبوع الماضي مع ممثلي سلطات سبتة حول توقيت وشكل العمل بهذا المعبر الجديد، وهو الاجتماع الذي تناولته الصحافة الصادرة في سبتة ولم تصدر ولاية تطوان أي بيان في هذا الشأن.
وجرى الاتفاق في هذا الاجتماع على تنظيم عملية التهريب من السابعة صباحا الى الواحدة زوالا. وخلال اجتماع مع تجار سبتة الذين يطالبون بتوقيت مغابر، تعهدت سلطات سبتة لهم أنها خلال الاجتماع المقبل مع سلطات الداخلية في تطوان بتغيير هذا التوقيت ليمتد الى الساعة السادسة مساء.
وهذه الاجتماعات تبرز فشل الدولة المغربية في إيجاد بديل للتهريب المعيشي من سبتة ومليلية المحتلتين نحو باقي المغرب رغم الشعارات التي رفعتها بعد أزمة جزيرة ثورة في صيف 2002 ومنها بناء الميناء المتوسطي للقضاء على التهريب من سبتة.
ويتزامن تنظيم ولاية تنظيم للتهريب رفقة سلطات سبتة في وقت جمّد المغرب ملف المطالبة بسبتة ومليلية بشكل مثير للتساؤل رغم تحريك اسبانيا لملف جبل طارق، ويعتقد أن ذلك للحصول على دعم في ملف الصحراء المغربية.