يستمر التنديد في هولندا بالحزب القومي المتطرف “حزب الحرية” الذي نادى الى تقليص المغاربة في هذا البلد الأوروبي، ويستمر صمت الجمعيات الحقوقية المغربية والدولة المغربية التي لم تبادر الى تقديم احتجاج ضد هذه التطورات. ويبقى الخطير في الأمر هو تقدم هذا الحزب اليميني في هولندا خلال الانتخابات البلدية التي شهدتها البلاد الأربعاء من الأسبوع الجاري.
وخلال الحملة الانتخابية، أقدم زعيم الحزب القومي المتطرف خيرت ويلدرز على وصف المغاربة بالحثالة الذين يعيشون على المساعدات الاجتماعية للدولة الهولندية، وطالب بتقليص عددهم في هولندا.
وخلف التصريح ردود فعل قوية من الفاعلين السياسيين والحقوقيين الهولنديين منهم أحزاب سياسية وهيئات دينية علاوة على تجمعات المهاجرين وعلى رأسهم الجالية المغربية. ولم يصدر حتى الآن تنديدا من طرف الحكومة المغربية رغم أن مواطنيها هم الأكثر تعرضا للإساءة من هذا الحزب القومي المتطرف.
لكن موجة التنديد لم تكن كافية لمنع تقدم هذا الحزب في الانتخابات البلدية بل شكل المفاجأة بسبب التقدم الذي أحرزه رغم أنه ترشح فقط في مدينتين هما لاهاي التي احتل فيها المركز الثاني ومدينة ألمير التي احتل فيها المركز الأول. وسجلت هذه الانتخابات تراجع الائتلاف الحاكم المشكل من حزب العمال الذي فقد أمستردام التي يديرها منذ الحرب العالمية الثانية وتراجع حليفه الحزب الليبرالي بنما تقدمت أحزاب أخرى وأغلبها محلية تشارك فقط في الانتخابات.
ويبقى المقلق في هذه الانتخابات، هو التقدم الذي أحرزه حزب الحرية العنصري الذي نادى بتقليص المغاربة. فمن جهة، يؤكد حضوره في المشهد السياسي الهولندي وقد يعزز من تواجده في البرلمان في الانتخابات التشريعية المقبلة، ومن جهة أخرى يكشف مدى استعداد فئة لا يستهان بها من الهولنديين التي بتصويتها على هذا الحزب وأحزاب عنصرية أخرى في مدن البلاد مستعدة لتبني خطاب التطرف والعنصرية.
وفي الوقت ذاته، يؤكد تقدم حزب الحرية بخطابه العنصري في هولندا تقدم مختلف الأحزاب القومية المتطرفة والعنصرية في باقي القارة الأوروبية، وهو ما تؤكده باستمرار الانتخابات البلدية والتشريعية التي تشهدها القارة العجوز.