انتهت قمة الحلف الأطلسي في نيوبورت في ويلز ببريطانيا التي جرت يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري بتشكيل تحالف من عشرة دول لمواجهة تنظيم داعش “الخلافة الإسلامية” وتحجيم خطرها في منطقة استراتيجية مثل الشرق الأوسط، وجرى استبعاد إيران من التحالف رغم أهميتها في مواجهة داعش في العراق.
ورغم أن قمة الحلف الأطلسي التي تعتبر منعطفا ركزت على أوكرانيا بسبب التخوف من “الدب الروسي” فيما يعتبره بعض المحللين العسكريين الغربيين الزحف نحو جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا إلا أن ملف داعش حظي باهتمام فائق للخطورة التي يشكلها.
في هذا الصدد، جرى الاتفاق عل تشكيل تحالف دولي مكون من عشرة دول وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وتركيا وكندا وإيطاليا وبولونيا والدنمرك وأستراليا وغابت عنه دول أوروبية أخرى مثل اسبانيا واليونان.
وسيكون هذا التحالف النواة الرئيسية لمواجهة حركة داعش في العراق وسوريا، وسيحظى بدعم دول أخرى من المنطقة قد تضم الى التحالف، إلا أن الولايات المتحدة استبعدت نهائيا التحلف مع إيران رغم أن هذا البلد الأخير يعتبر الجدار الواقي في مواجهة تمدد داعش.
ويدرك الحلف الأطلسي أهمية إيران في هذه المواجهة إلا أنه يعي جيدا أن إيران تتحرك في الوقت الراهن في العراق وسوريا في موادهة الداعشيين، ويقد يكون هناك تنسيق عسكري غير مباشر بين الطرفين.
ولم يحظى الملف الليبي باهتمام بالغ من المشاركين في القمة، فالولايات المتحدة لا تعتبر أن هذا الملف يشكل خطرا محذقا في الوقت الراهن عكس دول أخرى مثل اسبانيا واليونان وإيطاليا. في الوقت ذاته، يعتبر المغرب أن الملف الليبي أساسي ويجب الاهتمام به بشكل كبير للغاية.
وعسكريا، فالتحالف لا يعني تدخلا عسكريا كلاسيكيا، إذ سيتم التركيز على الضربات الجوية بشكل كبير لإضعاف قوات داعش علاوة على العمليات الانتقائية للكوماندوهات.
ويرجح المراقبون احتمال تكرار سيناريو فرنسا في مالي، ذلك أن القاعدة في المغرب الإسلامي تقدمت في شمال مالي بسبب انهيار جيش دولة مالي، وتقدمت داعش في العراق بسبب انهيار الجيش العراقي. وإذا جرى الرهان على القصف الجوي العنيف، فستعود داعش الى مجموعات مسلحة في العراق وشمال سوريا دون السيطرة على مساحات معينة من الأراضي.