أعلن بيدرو سانشيس الأربعاء من الأسبوع الجاري عن التشكيلة الحكومية الإسبانية التي سيرأسها حتى إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، وتتميز بغلبة النساء أكثر من الرجال، وربما هي الحكومة الأكثر نسوية في تاريخ الحكومات في العالم.
وكان البرلمان الإسباني قد أقال حكومة ماريانو راخوي الأسبوع الماضي بسبب ملفات فساد هزت البلاد، وصعد سانشيس الى رئاسة الحكومة بفضل ملتمس حجب الثقة، وهو أول ملتمس من هذا النوع يحصد النجاح منذ بدء الانتقال الديمقراطي في أواسط السبعينات.
وأعلن سانشيس عن أعضاء الحكومة المكونة من 17 وزيرا بعضهم من الأسماء المخضرمة في السياسة مثل جوسيب بوريل في الدبلوماسية والآخرون من الأسماء الجديدة مثل رائد الفضاء بيدرو دوكي ووزير الثقافة والرياضة ماكسيم مونتون. ومن أبرز مستجدات الحكومة هو غلبة النساء اي حكومة نسوية أكثر منها رجالية، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ البلاد بل وهي الحكومة الأكثر نسوية في العالم ولاسيما في أوروبا وتتفوق في هذا الصدد على دول أوروبا الشمالية.
وكان رئيس الحكومة الأسبق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو هو أول من دشن حضورا متميزا للنساء في حكومته ما بين 2004-2011، لكن سنشيس تفوق عليه، وعين 11 إمرأة من أصل 17 وزيرا. وتفوق في هذا الصدد على باقي الدول التي تتميز بحضور قوي للنساء وهي على التوالي: بلغاريا ونيكاراغوا وفرنسا وكندا واسلوفاكيا ورواندا، حيث نسبة الوزيرا أكثر من النصف.
وتولت النساء مناصب ذات ثقل في الحكومة وتتجاوز تلك الكلاسيكية مثل البيئة والمساواة والشؤون الاجتماعية التي تخصص للنساء. ومن أبرز الأسماء الحاضرة في الحكومة الجديدة، كارمن كالفو في منصب نائبة رئيس الحكومة والمكلفة كذلك بملف المساواة، ثم مارغريتا روبلس في منصب وزيرة الدفاع ودولوريس ديلغادو في منصب وزيرة العدل ورييس ماروتو في منصب وزارة الصناعة ونادية كالفينيو في منصب وزيرة الاقتصاد وماريا خيسوس مونتيرو في وزارة المالية والضرائب ومرشيل باتيت في الإدارة الترابية وتريسا ريفيرا في البيئة وتلوت ماغدلينا فاليريو منصب وزيرة العمل وعادت وزارة التعليم الى إيزابيل سيلا والصحة الى كارمين مونتون.
وهناك إجماع على صلابة الوزراء وتجربتهم وتمتعهم باحترام وسط المجتمع الإسباني. وخصصت الصحف مثل الباييس وبما فيها المعارضة للاشتراكيين مثل لراسون افتتاحيات تشيد بالتشكيلة الحكومية وتعتبرها مسايرة لإسبانيا الحديثة.
وتذهب التحاليل الى ريادة النساء في المجتمع الإسباني، فهن تشكلن أكبر نسبة من الملتحقين بالجامعات، وتكاد تتفوقن على الرجل في مختلف القطاعات، وبالتالي كان يجب أن تعكس الحكومة الريادة النسائية في اسبانيا.
وهناك ملفات كبيرة تواجه الحكومة الجديدة وعلى رأسها تطبيع العلاقات مع إقليم كتالونيا بعد التوتر الكبير خلال الشهور الأخيرة في أعقاب استفتاء تقرير المصير يوم فاتح أكتوبر 2017. ويضاف الى هذا مواجهة أزمة البطالة التي تعصف بالبلاد.