طالب حزب اليسار الموحد، القوة السياسية الثالثة في اسبانيا، حكومة مدريد بضرورة سحب سفير اسبانيا من تل أبيب وقطع العلاقات السياسية والتجارية والأمنية مع إسرائيل. ويتخوف اللوبي اليهودي في هذا البلد الأوروبي من ارتفاع مطالب مقاطعة إسرائيل ومبادرات لمحاكمة مسؤوليها ومقاطعة تجارية.
ويعتبر حزب اليسار الموحد من محركي التظاهرات المؤيدة لفلسطين رفقة هيئات حقوقية ونقابية وسياسية وأخرى. وتاريخيا، يتزعم المبادرات المتضامنة مع القضية الفلسطينية في البرلمان الوطني والبرلمانات المحلية ذات الحكم الذاتي. في هذا الصدد، وجه الأمين العام لهذا الحزب، كايو لارا رسالة الى رئيس الحكومة ماريانو راخوي يطالبه فيها بسحب السفير الإسباني المعتمد في تل أبيب. وفي الوقت ذاته، يطالب مدريد بتعليق وتجميد الاتفاقيات الموعة مع إسرائيل ومنها في الجانب الأمني.
ويرى هذا الحزب على لسان أمينه العام أن إسرائيل مسؤولة عن إبادة شعب ومسؤول عن الكارثة الإنساني التي تعاني منها غزة في الوقت الراهن، مشددا على أن الأنظمة الديمقراطية التي تحترم القيم الإنسانية لا يمكنها السكوت أمام ما يجري من عمليات تقتيل.
ونشرت الجريدة الرقمية ريبوبليكا، المقربة من اليسار الموحد مقالات ناشطة من الحزب نفسه مانو بنيدا توجد في قطاع غزة وتعمل متطوعة في مستشفى محلي وتحكي بالتفصيل الوضع الرهيب الذي يعيشه الفلسطينيون وكيف كانت ستلقى حتفها في هجومو إسرائيلي على المستشفى الذي كانت تتواجد فيه.
وبالموازاة مع التظاهرات التي شهدتها عدد من مدن البلاد ومنها يوم الخميس الماضي في العاصمة مدريد، بدأت الجمعيات الحقوقية في اسبانيا تفكر في رفع دعاوي ضد مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين بتهمة جرائم ضد الإنسانية. وقامت الحكومة الإسبانية بتعديل قانون جرائم الحرب ضد الإنسانية لتفادي مثل هذه القضايا، لكن الحقوقيين يعتقدون باحتمال وجود تأويلات قانونية ستسمح لهم برفع دعاوي مستقبلا.
ويتخوف اللوبي اليهودي في اسبانيا من هذه التطورات خاصة بعدما بدأت جامعات اسبانية تنادي بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية. ويعتبر الرأي العام الإسباني في صدارة الرأي العام الأوروبي في مناهضة إسرائيل وتأييد الفلسطينيين.
وتعمل أقلام يمينية محافظة في اسبانيا على محاولة الترويج إسرائيل في هذه الحرب وتقدمها بمثابة المدافعة عن أمنها، وفي كتاباتها الصحفية تربط بين حركة حماس والإخوان المسلمين وخطرها على الديمقراطية وإفشال الربيع العربي وتستشهد بكتاب من العالم العربي مؤيدين لإسرائيل ومعارضين لحماس، لكنها لا تنجح في هذا المسعى ولا تجد صدى بحكم تجذر الدعم للقضية الفلسطينية وسط المجتمع الإسباني.
ومن ضمن عناوين فشل هذه الأقلام هو حدوث تغيير في المشهد الإعلامي الإسباني حيث لم تعد الصحف الكلاسيكية هي مصدر الخبر بل كذلك الصحف الرقمية الجديدة مثل أنفو ليبري ودياريو وبوبليكو التي تقف الى جانب الفلسطينيين.