يعتقد الجزائريون أن الهجوم الذي يشنه القائد العسكري حفتر في ليبيا ضد الحكومة الواقعة شرق البلاد هو من تمويل العربية السعودية والإمارات للتشويش على الثورة الجزائرية وإفشالها بعدما نجح الشعب في طرد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وتعيش ليبيا بحكومة ذات رأسين، واحدة شرق البلاد ويسيطر عليها حفتر والثانية شرق البلاد وتعرف بحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج وتسير نحو دمقرطة البلاد. وبدأ حفتر منذ نهاية الأسبوع الجاري في شن هجوم على العاصمة طرابسل في محاولة للسيطرة عليها وإنهاء حكومة الوفاق الوطني تحت ذريعة توحيد البلاد وإنهاء سيطرة الإرهابيين. وتجري معارك بالقرب من طرابلس، ولجأ حفتر الى ضرب العاصمة يومه الأحد بالطائرات المقاتلة.
ويوجد توجس كبير لدى الجزائر من تطورات الوضع، وتتحدث الصحافة الجزائرية عن مخطط تقف وراءه العربية السعودية والإمارات العربية بخلق خالة من الفوضى الكبرى في ليبيا ودفع مسلحين الى التسلل الى الجزائر لخلق الفوضى وضرب الثورة التي نجحت في إقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من رئاسة البلاد.
وتصنف الكثير من الأصوات الحقوقية والسياسية المستقلة في الجزائر تحركات الإمارات العربية والسعودية ضمن مخطط الثورة المضادة التي ترمي الى إرساء دكتاتوريات عسكرية تمنع تطور الديمقراطية. وأعرب المتظاهرون عن هذا الرفض بلافتات تدين السعودية والإمارات.
ومن الصعب الحديث عن نجاح تأثير خليجي في الثورة التي تشهدها الجزائر وتعرف ب “ثورة الابتسامة” بسبب تلاحم المتظاهرين مع المؤسسة العسكرية ونفور المغاربيين سياسيا منه نظامي أبو ظبي والرياض.