ستمر الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية في البرازيل وسقط قتيلان حتى الآن، بينما تؤكد رئيس البلاد ديلما روسيف تحسين قطاع الخدمات العمومية ومنها النقل العمومي الذي كان سببا في هذه الاحتجاجات التي بدأت اجتماعيا وأخذت منحنى سياسي. وقالت الرئيسة “أنا مجبرة على سماع صوت الشارع”.
وشهدت البرازيل ليلة أول أمس التظاهرات الأضخم من نوعها في البلاد خلال العشرين سنة الأخيرة، وتؤكد مختلف وسائل الاعلام أنها شملت قرابة مائة مدينة وكانت الأكبر في كبريات المدن مثل ريو دي جانيرو وساو باول وبرازيليا وروسيف. وسقط قتيلان حتى الآن، الأول شاب دهسته سيارة ثم امرأة بسكتة قلبية عندما انفجرت قنبلة مسيلة للدموع الى جانبها. وعادت التظاهرات ليلة أمس الجمعة، وكانت أقل حدة وعددا مقارن مع التي جرت أول أمس.
وانطلقت التظاهرات في البرازيل منذ أسبوع للاحتجاج على ارتفاع أسعار النقل العمومي في كبريات المدن مثل ريو دي جانيرو وساول باولو، وتحولت لاحقا الى احتجاجات سياسية واجتماعية ضد حكومة الرئيس ديلما روسيف، متهمين السلطات باستثمار ميزانية ضخمة في الملاعب لاحتضان كأس العالم السنة المقبلة على حساب المدارس والمستشفيات والخدمات الاجتماعية. ويصمم المتظاهرون على الاستمرار في الاحتجاجات، وأعلنت أحزاب يسارية ونقابات انضمامها الى التظاهرات.
وعقدت رئيسة البلاد ديلما روسيف اجتماعا طارئا صباح أمس، ووجهت خطابا الى الشعب البرازيلي ليلة أمس قائلة “أنا مجبرة على سماع صوت الشارع والبية، ولكن لا يجب أن نترك العنف يسيطر علينا”. واعتبرت أنه من حق البرازيليين التظاهر بشكل سلمي لأن ذلك من متطلبات الديمقراطية، لكنها ناشدت الشعب تفادي قيام أقلية بنشر العنف في المدن. وتعهدت الرئيسة بتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية ومحاربة الفساد.
ويبقى المثير في الأمر هو أن كرة القدم التي تكاد تكون ديانة في بلد مهووس بها مثل البرازيل، صبّ المحتجون غضبهم على الاستثمارات في بناء الملاعب لاحتضان مونديال 2014، ويندد المتظاهرون بأن هذه الاستثمارات جرت على حساب المستشفيات والمدارس والخدمات الاجتماعية.
وظهر اللاعب الأسطوري بيليه في شبكات التلفزيون البرازيلية منذ يومين محاولا إقناع المتظاهرين بأهمية مونديال 2014 وناشدهم وضع حد للتظاهرات، إلا أنه يتعرض لحملة من الانتقادات.
وكانت تظاهرات غشت 1992 قد أدلت الى سقوط الرئيس فيرناندو كولور دي ميلو، ولا يستبعد المحللون البرازيليون أن تتطور الأوضاع في البرازيل وتدفع الرئيسة الى الاستقالة وإجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. وكات شعبية ديلما روسيف قد تراجعت قبل التظاهرات بمثابنة نقاط من 65% الى 57%، وبعد هذه الاحتجاجات قد تكون فقدت مزيدا من الشعبية.