يزور وفد من مجلس الشيوخ الكولومبي مخيمات تندوف للإطلاع على نزاع الصحراء، ورغم أن هذه الزيارة تبدو عادية بحكم أن وفودا متعددة تزور هذه المخيمات إلا أن الأمر هذه المرة يتعلق بمجلس شيوخ دولة تعتبر الأكثر دعما للمغرب في أمريكا اللاتينية واستعصت دائما على البوليساريو.
ويفترض أن يكون الوفد قد بدأ زيارته نهاية الأسبوع الجاري للإطلاع على الأوضاع ، وبدون شك سيقدم تقريرا الى مجلس الشيوخ. وتراهن جبهة البوليساريو على زياراة وفود برلمانية، حيث تقوم هذه الوفود لاحقا بالدفاع عن أطروحتها والضغط على حكومات بلادها لاتخاذ مواقف لصالح تقرير المصير.
ويبقى الوفد الكولومبي حالة خاصة للغاية، فكولومبيا تعتبر الدولة التي وقفت مع المغرب دائما في نزاع الصحراء خلال العقد الأخير منذ تجميدها الاعتراف بما يسمى جمهورية البوليساريو سنة 2001. وكان البرلمان الكولومبي قد ناقش الشهر الماضي مقترحا لإعادة الاعتراف بالبوليساريو كدولة، والآن تأتي هذه الزيارة. وكان هذا البرلمان في الماضي يرفض الاقتراب من هذا الملف.
وتعتبر جبهة البوليساريو أمريكا اللاتينية استراتيجية لها، ولهذا تركز على المنطقة خاصة بعدما جمدت كل من بنما والباراغواي الاعتراف بها خلال الشهور الماضية.
وتراهن جبهة البوليساريو على البرلمانات لتحقيق تقدم سياسي، وخلال الشهرين الأخيرين فقط، عند بداية أبريل الماضي صادق مجلس النواب في التشيلي على قرار يطالب رئيسة البلاد باشليت الاعتراف بما يسمى جمهورية الصحراء، وبدوره صادق مجلس الشيوخ الإيطالي على قرار يطالب حكومة روما الاعتراف الدبلوماسي بجبهة البوليساريو، ويراهن على تقرير المصير والرفع من الزيارات الى الصحراء. وخلال الشهر الماضي، صادق برلمان إيسلندا على قرار يؤيد تقرير المصير ويدعو الى الرفع من العلاقات مع إيسلندا.
وبينما تجري هذه التطورات، لا يتوفر المغرب على دبلوماسية برلمانية حقيقية قادرة على سن استراتيجية للرهان على أمريكا اللاتينية.