إضافة وزير منتدب في الخارجية، ناصر بوريطة هل سيغطي خلل ضعف العمق السياسي للدبلوماسية المغربية؟

الوزير المنتدب في الخاردية ناصر بوريطة أمام الملك ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران

أضافت الدولة المغربية وزيرا منتدبا جديدا في الخارجية المغربية ناصر بوريطة يضاف الى وزيرة منتدبة وهي امباركة بوعيدة. وهذا التعيين يبقى تقنيا وإدرايا في غياب عمق سياسي للدبلوماسية المغربية، وذلك بسبب غياب وزير منتدب من حزب سياسي له امتداد في محافل دولية مثل الاشتراكية الأممية.

وعين الملك محمد السادس ناصر بوريطة يوم السبت الماضي في منصب وزير منتدب. وهذا تعيين هو قرار من القصر ولا يعود نهائيا الى الحكومة، لأن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران يعتبر الخارجية مجالا مثل المجال العسكري خاصا بالملك. ويمكن تقديم تفسيرات متعددة لهذا التعيين وهي:

أولا، اقتراب الانتخابات التشريعية، مما سيجعل زعماء الأحزاب السياسية ومنهم وزير الخارجية صلاح الدين مزوار يولي أهمية للانتخابات، ومما يفاقم هذا الوضع هو انتماء الوزيرة المنتدبة امباركة بوعيدة الى حزب الأحرار. كانا المسؤولان قد أهملا الخارجية إبان الانتخابات البلدية الأخيرة.

ثانيا، ضعف أداء الدبلوماسية المغربية في ظل صلاح الدين مزوار وكذلك امباركة بوعيدة. وهذا الضعف أو الفشل يتجلى في الهزات التي تعرضت لها قضية الصحراء في أوروبا مثل حالة السويد وقرار القضاء الأوروبي إلغاء اتفاقية التبادل الزراعي بسبب الصحراء، ثم واعتراف بعض برلمانات مثل البرازيل والتشيلي ومجلس الشيوخ الإيطالي بما يسمى الجمهورية الصحراوية.

ويبقى تعيين ناصر بوريطة تعيينا تقنيا لشخص يعتبر من تيار الطيب الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية السابق والمستشار الحالي للملك محمد السادس.

وأخذا بعين الاعتبار للوضع السياسي للصحراء على المستوى الدولي وعودة الحكومات السياسية وتراجع هيمنة التقنوقراط، فوجود وزيرة منتدبة في الخارجية من حزب الذي هو حزب الأحرار الذي لا امتداد خارجيا له، ثم تعيين وزير تقنوقراطي لن تتعدى مهامه المهام السابقة التي مارسها وهي الكتابة العامة لوزارة الخارجية، أي المتحكمة الفعلية في حركة الدبلوماسية المغربية إدرايا، يعني استمرار الخارجية لفقدان البعد السياسي الحزبي.

وإذا كانت الدولة المغربية قد اختارت سفراء سياسيين لدول مثل الدنمرك مع خديجة الرويسي والسويد مع أمينة بوعياش والتشيلي في حالة كنزة الغالي وبروكسيل مثل أحمد عامر والاتحاد الأوروبي في حالة الشامي لمواجهة تطورات الصحراء، إضافة تقنوقراطي في حقيبة الخارجية سيجعل هذه الخارجية تستمر بدون امتداد سياسي دوليا.

ومن مميزات الدبلوماسية الجديدة هو الرهان على العمق السياسي للفاعلين بدل الاكتفاء بالتقنوقراط، ولهذا ظهرت مفاهيم مثل الوزير المنتدب في الخارجية ذو الطابع السياسي أو السفير السياسي أو المبعوث السياسي، حيث لا يكون ينتمي الى الحزب الحاكم في بعض الأحيان بل ينتمي الى حزب له امتداد سياسي في المحافل الدولية، ويكون لون هذا الحزب يحكم في عدد من الدول.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password