شن البرلمان المغربي حملة قوية ضد الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون متهما إياه بالفشل في نزاع الصحراء وتجاوز “حقائق التاريخ وأحكام الجغرافية للمغرب في حفظ الأمن الاقليمي بالمنطقة”. بينما عاد بان كيمون الى التأكيد على ضرورة الإسراع بالحل وبدء مفاوضات بدون شروط مسبقة. ونزل مئات الآلاف يومه الأحد 13 مارس الجاري من المغاربة الى العاصمة الرباط للتنديد ببان كي مون الذي اعتبر المغرب قوة احتلال.
وبعد يوم من عقد لجنتي الخارجية في غرفتي البرلمان المغربي يوم الجمعة الماضية، اجتمع البرلمان بالكامل مساء السبت لمعالجة الزيارة الأخيرة لبان كيمون الى نواكشوط والجزائر ومخيمات تندوف وبئر لحلو وما خفلته من توتر بسبب تصريحاته التي وصف فيها المغرب “بالمحتل” للصحراء، وشدد على تقرير المصير.
ويبرز البيان أن أعضاء البرلمان بغرفته”يشجبون بقوة وبأشد العبارات تصريحات بان كيمون”، ووصفوها ب”المستفزة والمنحازة”. كما يصنف البيان تصريحات بان كيمون بالانحراف عن نبل ميثاق الأمم المتحدة ونبله.
وينتهي البيان الى اعتبار موقف بان كيمون هو محاولة منه للتغطية على فشله في نزاع الصحراء من جهة، ومن جهة أخرى تجاوز أحكام التاريخ والجغرافية حول وحدة المغرب السيادية.
في هذا الصدد، جاءت تصريحات ستيفان دو جاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة، ساعات بعد اجتماع لجنة الخارجية في البرلمان المغربي أن الأمم المتحدة تهدف الى استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بدون شروط مسبقة. مبرزا في الوقت ذاته، أن بان كيمون زار المخيمات وأجرى تقييما للوضع بشكل واضح.
ودائما في إطار التوتر بين المغرب والأمم المتحدة، تظاهرات المغاربة اليوم في العاصمة الرباط منددين بتصريحات بان كيمون ومشددين على وحدة المغرب وصحراءه. واختلف تقييم التظاهرة، فبينما تحدثت السلطات عن أكثر من ثلاثية ملايين، وفق وكالة المغرب العربي، كتبت فرانس برس مئات الآلاف بينما جعلت رويترز الرقم في عشرات الآلآف فقط.
وبعد هذه التظاهرة، يتساءل الكثير من المغاربة بشأن الاستراتيجية التي ستنهجها الدولة المغربية لتقليل التوتر مع الأمم المتحدة وكذلك التقليل من الضغط الذي تتعرض له في ملف الصحراء.