الزفزافي في اللائحة النهائية لجائزة “ساخاروف” لحرية الفكر

ضد كل التكهنات السياسية، جرى اختيار ناصر الزفزافي أحد أبرز وجود الحراك الشعبي في الريف أمس الثلاثاء الى اللائحة النهائية لجائزة ساخاروف لحرية الفكر، وهو ما سيعطي زخما قويا لنشطاء الحراك في أوروبا، وقد يساهم في مزيد من تدهور العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، لكن في المقابل يؤكد على قوة نشطاء الريف في الدفاع عن معتقلي الحراك.

وتعتبر جائزة ساخاروف الحقوقية التي أنشأت سنة 1988 من أهم الجوائز العالمية وتحتل صدارة الجوائز التي تمنحها مؤسسات الاتحاد الأوروبي وأساسا البرلمان الأوروبي للتعبير عن تضامنه مع قضايا نضالية في العالم. وفازت بها أسماء كبيرة منها نيلسون مانديلا وإبراهيم روغوفا والأمم المتحدة ومن العالم العربي  رؤوف بدوي من السعودية ضمن مؤسسات وشخصيات أخرى.

وتتميز الترشيحات هذه السنة بمنافسة قوية بين مؤسسات وشخصيات احتلت صادرة الأخبار الدولية سنتي 2017-2018، وتم ترشيح العشرات لكن اللائحة ما قبل النهائية ضمت ثمانية فقط ومن ضمنهم ناصر الزفزافي عن المغرب باعتباره أبرز الوجوه التي قادت الحراك الشعبي في الريف سنتي 2016-2017 حتى اعتقاله رفقة المئات والحكم عليهم بعقوبات سجنية قاسية بلغت 20 سنة في حق ناصر وآخرين.

ومن ضمن المرشحين الذين جرى إقصائهم في المرحلة ما قبل الأخيرة سيزار وهو اسم حركي يطلق على شخص سوري وثق جرائم الحرب الأهلية في سوريا، كما لم تتأهل مؤسسة منتدى إفريقيا التي تدافع عن الأقليات في جنوب إفريقيا. وتبقى اللائحة محصورة الآن في كل من ناصر الزفزافي والسينمائي الأوكراني أوليه سينتسوف المحكومة بعشرين سنة سجنا بسبب النزاع الأوكراني-الروسي إضافة الى ائتلاف من الجمعيات غير الحكومية تتولى إنقاذ المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط. وسيعلن البرلمان الأوروبي عن الفائز من الثلاثة يوم 25 أكتوبر الجاري.

وكان الاعتقاد السائد هو عدم اختيار ناصر الزفزافي الى اللائحة النهائية لسببين، الأول وهو ضغط لوبيات أوروبية مكونة من فرنسيين واسبان للحيلولة دون ذلك تحت ذريعة أن المغرب شريك رئيسي لا يجب إحراجه بهذه الجائزة الدولية، لكن هذا المبرر لم يصمد أمام باقي البرلمانيين وخاصة اليسار الراديكالي والخضر وشخصيات أخرى. ويعود السبب الثاني الى عدم رغبة جمعيات وهيئات سياسية مغربية التضامن مع ترشيح ناصر الزفزافي، الأمر الذي جعل أبوه ينشر شريط فيديو ينتقد فيه هذه الهيئات.

وحول وصول ناصر الزفزافي الى اللائحة النهائية، يقول الناشط الحقوقي جمال الكتابي من أمستردام “ترشيح الزفزافي هو ترشيح ضد الفساد في المغرب وفي الدول الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، هذا الفساد الذي يسبب في مآسي ومنها الهجرة السرية التي تعاني منها أوروبا في الوقت الراهن”. ويضيف “الحراك الشعبي في الريف كان عنصر استقرار لأنه ألح على التنمية ولم يكن عنصر توتر كما ذهبت الى ذلك الدولة المغربية”.

ومن جهته، يقول سعيد العمراني وهو من أبرز الوجوه الحقوقية المغربية في أوروبا “الفضل في الوصول الى اللائحة النهائية لجائزة ساخاروف يعود الى الدور الكبير الذي لعبه نشطاء الريف في مخاطبتهم للمسؤولين الأوروبيين وخاصة البرلمانيين، هذه قضية عادلة ووجدت من يستمع في أوروبا”.

وعمليا، في حالة فوز ناصر الزفزافي بهذه الجائزة ستشكل حرجا قويا للمغرب لسببين، الأول ستزيد من تردي علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، وثانيا ستلقي الأضواء على الفساد في هذا البلد المغاربي وخاصة الفساد الذي تعرضت له مشاريع الاتحاد الأوروبي في المغرب. ومن جهة أخرى، قد تكون هذه الجائزة بمثابة دقة ناقوس تنبه السلطات المغربية الى الدور الكبير للفساد في البلاد، خاصة بعدما بدأ الملك محمد السادس بنفسه يعترف بخطورة الفساد في فشل التنمية.

 


 

Sign In

Reset Your Password