الاستخبارات الأمريكية: رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق غونثالث رخص لتنظيم إرهابي لتصفية أعضاء إيتا

رئيس الحكومة الأسبق فيلبي غونثالث

كشفت الاستخبارات الأمريكية هذه الأيام عن معطى يهز الوضع السياسي في إسبانيا، وذلك بالإشارة الى رئيس الحكومة الأسبق فيلبي غونثالث بصفته مسؤولا عن إنشاء تنظيم إرهابي تابع للدولة قام باغتيال في صفوف منظمة إيتا الباسكية، وتطالب الأحزاب القومية بإنشاء لجنة برلمانية للتحقيق.

وشهدت اسبانيا سنة 1983 ظهور ما يسمى مجموعة الغال مجموعة التحرير المناهضة للإرهاب، ونفذت 27 عملية اغتيال حتى سنة 1987، وهي الفترة التي تصادف وجود فيلبي غونثالث في السلطةوسعى تنظيم الغال الى تصفية زعماء منظمة إيتا علاوة على الضغط على فرنسا لكي لا تسمح للتنظيم بالتحرك والنشاط فوق أراضيها. وكانت إيتا تمارس عمليات إرهابية من اغتيالات وتفجيرات للضغط على مدريد من أجل استقلال بلد الباسك.

وجرى تنفيذ عمليات الاغتيال في منطقة الباسك التابعة فرنسا، بينما في اسبانيا تمت عمليات اختطاف وتعذيب دون الاغتيال. ومن العمليات الشهيرة التي نفذها تنظيم الغال هو تصفية أربعة من أعضاء الجناح العسكري لمنظمة إيتا الإرهابية خلال سبتمبر 1985 في حانة  في مدينة بايون جنوب فرنساوبلغ ضحايا الغال 27 شخصا البعض منهم لم تكن تجمعه أي علاقة بهذا التنظيم بل ذهبوا خطئ خلال عمليات الرصد والتقصي.

وكشفت التحقيقات الصحفية وقتها ضلوع مسؤولين كبار في وزارة الداخلية في إنشاء وتنظيم هذا التنظيم الذي مارس إرهاب الدولة، وقام القضاء بالتحقيق واعتقال عدد من المسؤولين منهم مثل وزير الداخلية الإسباني الأسبق خوسي باريو نويفو.

لكن السؤال الذي بقي معلقا هو من رخص لوزارة الداخلية بتأسيس هذا التنظيم وتمويله من الصندوق الأسود التابع للداخلية. وكانت أصابع الاتهام تشير الى إكس، وهو اللقب الذي أطلق على من يقف وراء الترخيص، في إشارة الى رئيس الحكومة فيلبي غونثالث، لكن التحقيقات القضائية بقي دون نتيجة.

وخلال هذه الأيام، رفعت الاستخبارات الأمريكية السرية عن وثائق تتعلق بإسبانيا ومنها تنظيم الغال. ويتعلق الأمر بتقارير جرى تحريرها أواسط الثمانينات بحكم أهمية اسبانيا للولايات المتحدة وقتها، فقد كانت واشنطن ترغب في ضم اسبانيا الى الحلف الأطلسي والحصول على امتيازات في قاعدة روتا في إقليم قادش. وتشير التقارير الى وقوف حكومة فيلبي غونثالث وراء تنظيم الغال والترخيص له بالاغتيال علاوة على تمويل عملياته.

وعد ظهور هذه الوثائق، تقدم الأحزاب القومية في بلد الباسك وكتالونيا بطلب الى البرلمان لتأسيس لجنة تحقيق مع رئيس الحكومة الأسبق فيلبي غونثالث الذي تولى السلطة ما بين 1982-1996. ويعد من الوجود اليسارية البارزة خلال العقود الأخيرة.

 

Sign In

Reset Your Password