دخلت الأزمة السورية منعطفا خطيرا هذا الأسبوع بعد قرار الولايات المتحدة تزويد المعارضة المسلحة بالعتاد العسكري واحتمال اتخاذ فرنسا وبريطانيا الموقف نفسه، بينما أعلن المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي “الجهاد” ضد النظام السوري.
وفي اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة، وهو أمس الخميس، تقريرا يتحدث عن قرابة 93 ألف قتيل منذ اندلاع الأزمة السورية، وفي الوقت الذي كانت في الأنظار موجهة الى معرفة مدى النجاح في عقد مؤتمر جنيف 2 للبحث عن حل سياسي، تقع هذه التطورات التي تكشل المنعطف الخطير في هذه الأزمة التي اندلعت منذ سنتين ونصف.
في هذا الصدد، أعلنت واشنطن أمس أن النظام السوري قد استعمل على نطاق محدود أسلحة كيماوية ضد المعارضة. وأوضح بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي “بعد مراجعة دقيقة وجدت أجهزة مخابراتنا أن نظام الاسد استخدم أسلحة كيماوية منها غاز الاعصاب سارين على نطاق صغير ضد المعارضة”. وتتحدث واشنطن عن مقتل 150 شخصا بهذا الغاز، ونفت أن تكون المعارضة قد استعملت أسلحة كيماوية.
وساعات بعد هذا الإعلان، اتخذت واشنطن ليلة أمس قرار تسليح المعارضة السورية. في هذا الصدد، يفيد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعاد حساباته بشأن الأزمة السورية بعد ثبوت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي. وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل الدعم العسكري للمعارضة. وفي الوقت نفسه، لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي على سوريا.
وفي رد روسي غير رسمي حتى الآن، نقلت روسيا اليوم أن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، اي البرلمان، أليكسي بوشكوف يعتبر المعلومات عن استخدام سوريا أسلحة كيماوية معلومات مغلوطة. ولم يتردد في مقارنة هذه المعلومات بما تم نشره سابقا عن امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل. وكتب بوشكوف على صفحته في موقع “تويتر” يوم الجمعة 14 “المعلومات عن استخدام الأسد للسلاح الكيماوية مفبركة في نفس المكان الذي تم فيه فبركة المعلومات عن أسلحة الدمار الشامل لدى (صدام) حسين. إن أوباما يسير على نهج جورج بوش”.
وفي تطور آخر لافت ينذر بتصعيد الاستقطاب الطائفي، دعا المشاركون في مؤتمر “موقف علماء الأمة من القضية السورية” الذي جرى أمس في القاهرة بحضور رئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي إلى ما اعتبره “وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح”. واعتبر البيان معتبرين أن ما يجري في الأزمة السورية “من حزب الله وإيران وروسيا والصين، المعاونين للرئيس السوري بشار الأسد، هو “إعلان حرب على الإسلام والمسلمين”. ودعا البيان الى مقاطعة روسيا والصين وإيران.
ونقلت قناة العالم اليوم انتقادات قوية لمسؤولين في ظهران لقرار علماء المسلمين واعتبرته تحريضا على حرب طائفية في سوريا، وتعهدت ظهران بمقاومة ما اعتبرته بالمواقف الشاذة لدى بعض “من يدعون” تمثيل السنة.
وتبقى كل هذه التطورات مؤشرا قويا على دخول الأزمة السورية منعطفا خطيرا بسبب تعدد الرهانات الاستراتيجية المتمثلة في دور كبريات الوقى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا من جهة، والطابع الطائفي للحرب بين الشيعة والسنة.