ينعكس الربيع والعربي والأزمة الاقتصادية الدولية سلبا على جبهة البوليساريو التي تراجع أنشطتها في الخارج وتسعى الى الحفاظ على التوصل بمساعدات دولية لمخيمات تندوف. وهذه المعطيات تدفع الشباب الى مزيد من اليأس سواء في مواجهة القيادة والإصرار على التغيير أو التلويح بالحرب ضد المغرب.
وبينما كان بعض المراقبين يعتقدون في انعكاس الربيع العربي على قيادة البوليساريو من خلال الضغط لتحقيق هامش من الديمقراطية وتغيير القيادة التي تستمر منذ السبعينات من القرن الماضي، يبدو أن الانعكاسات ذهبت في اتجاه مختلف.
واعترفت البوليساريو مؤخرا أن أوضاع اللاجئين في سوريا جعلت الكثير من المساعدات الدولية تذهب اليهم وتتقلص نحو مخيمات تندوف. وتطورات سورية تنضاف الى تقلص المساعدات خلال السنين الأخيرة بسبب الأزمة التي تعيشها الدول الأوروبية التي تقدم مساعدات هامة الى المخيمات.
وتحمل الأزمة الاقتصادية الدولية انعكاسات سياسية على جبهة البوليساريو، وتعترف الجبهة أنها اضطرت الى تقليص تمثيلياتها في دولة رئيسية في نزاع الصحراء مثل اسبانيا. وكانت التمثيليات تتوصل بمساعدات مالية هامة من حكومات الحكم الذاتي ساهمت في المحافظة على فتح مكاتب في كل الأقاليم، لكن الأزمة تدفع في الاتجاه المعاكس.
لكن الانعكاسات المقلقة والخطيرة التي يحملها الوضع الجديد المترتب عن تراجع المساعدات المالية والغذائية يتجلى أساسا في ارتفاع مستوى اليأس في المخيمات وبالتالي تهديد الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
وعمليا، تجد هذه التطورات ترجمة لها في ضغط بعض الشباب نحو استئناف الحرب ضد المغرب، وكان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون قد حذّر من هذا المعطى المقلق في تقريره الأخير، وهو ما أكده كذلك مبعوثه الشخصي كريستوفر روس.
كما يترتب عن تراجع المساعدات تشكيك بعض شباب البوليساريو في قيادته بشكل كبير للغاية، والبدء في الحديث عن ضرورة التغيير لقيادة تتولى شؤون الجبهة منذ أربعين سنة.