شهدت مدينة جرادة تظاهرة ضخمة لليوم الثاني على التوالي يومه الأحد 4 فبراير 2018، وذلك للدفاع عن الملف المطلبي الاجتماعي، وردد المتظاهرون شعارات كانت تردد في الحراك الشعبي في الريف من قبل “الموت ولا المذلة” ولا للعسكرة”.
واندلعت احتجاجات جرادة منذ أسابيع في أعقاب مقتل شابين كانا يبحثان عن الفحم الحجري، مما جعل الساكنة تنفجر غضبا من التهميش الخطير الذي تعاني منه المدينة واستيلاء بارونات معينة لهم ارتباطات قوية بعالم السياسة بما يحصل عليه الشباب في المناجم.
ولم تنجح الدولة المغربية في إقناع المتظاهرين بوعدها الاجتماعية والمالية رغم زيارة عدد من الوزراء الى المنطقة، لكن لم يزرها كل من الملك محمد السادس ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وخرجت ساكنة جرادة يوم السبت 3 فبراير الجاري للتأكيد على مطالبها، وعادت لتخرج يومه الأحد بشكل مكثف، وشارك في التظاهرة شباب وشيوخ ونساء وأطفال، مما يعني الوحدة حول الملف المطلبي. وكانت المفاجأة أو التطور هو ترديد شعارات الحراك الشعبي في الريف من قبل “لا للعسكرة” ولا “الموت ولا المذلة”.
وتأتي تظاهرات جرادة ضمن اليأس الاجتماعي الذي يشعر به غالبية المغاربة جراء ارتفاع الأسعار وهيمنة أقلية على خيرات البلاد وانسداد آفاق المستقبل. وتنفجر تظاهرات بين الحين والآخر في المدن المهشمة وهي في ارتفاع مستمر.
ولم تنجح الدولة المغربية حتى الآن في إقناع الحركا الاحتجاجية بالوعود التي تقدمها نظرا لتردي الأوضاع بشكل مرعب في التعليم والصحة والشغل، وراهنت في الريف على استراتيجية الاعتقال والمحاكمة.