بشكل مفاجئ، نزل المصريون يومه الجمعة من الأسبوع الجاري الى شوارع مدن البلاد مطالبين برحيل الدكتاتور عبد الفتاح السيسي، وهذه التظاهرات تأتي في سياق انتفاضة جديدة للشعوب في العالم العربي-الأمازيغي التي تبرهن أن عصر الطغاة والفاسدين سينتهي حتما.
وجاء السيسي الى السلطة سنة 2013 على ظهر دبابة من خلال الانقلاب الذي نفذه ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، هذا الأخير الذي ارتكب أخطاء فادحة مستغلا الدين في الحكم بشكل انتهازي. وهناك أكثر من سبب يستوجب رحيل ومحاكمة عبد الفتاح السيسي وأبرزها:
-الخروقات الفظيعة التي ارتكبها في حق الشعب المصري من اختطافات واعتقالات واغتيالات وصلت بالآلاف في سابقة لم يعشها المواطنون المصريون.
-تفريطه في الوحدة الوطنية للبلاد بعدما باع، وهو العسكري، جزيرتي تيران وصنافير الى العربية السعودية في صفقة غامضة، كما يعمل على إخلاء سيناء تمهيدا لصفقة القرن وخدمة لإسرائيل، ولهذا يطلق عليه المصريون نعت “الخائن” ورفعوا خلال التظاهرات شعار “قول ما تخفشي، الخاين لازم يمشي”.
-استغلاله لإمكانيات البلاد في خدمة مصالحه وعائلته والعصابة التي يحكم بمساعدتها دولة مركزية في العالم العربي والشرق الأوسط، مما جعل الفساد من سمات “الفرعون الفاسد”.
-تبخيسه عمل مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية التي جعلها تفتقد للشخصية التاريخية التي ميزتها وتوظيفه مؤسسات أخرى مثل الاستخبارات في خدمة مشاريعه الفاسقة سواء السياسية أو المالية.
انتفاضة الشعب المصري هي بداية جديدة لطرد الديكتاتور، وتنضاف الى انتفاضات أخرى للشعب السوداني الذي نجح في خلع الدكتاتور عمر البشير والشعب الجزائري الذي نجح في طرد العصابة التي تزعمها عبد العزيز بوتفليقة ويتطلع الى ديمقراطية حقيقية.
انتفاضة الشعب المصري تؤكد أن الشعوب تنتفض وتستعيد الوعي مهما كانت القبضة الحديدية للطغاة الحاكمين في العالم العربي-الأمازيغي. لقد حان لباقي الشعوب الانتفاضة ضد الفساد، وعلى النخب الانخراط في هذه المسيرة التاريخية بدل العيش بذل وعار في كنف أنظمة خائنة لشعوبها.