إسبانيا نحو انتخابات سابقة لأوانها تؤكد دخول البلاد حالة من اللا استقرار السياسي

زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانتيش

كانت إيطاليا هي الدولة الأوروبية التي لا تعيش استقرارا سياسيا، حيث كانت تشهد انتخابات مبكرة وتغيير مستمر للحكومات، لكن هذه الصفة ورثتها إسبانيا في الوقت الراهن والتي ستشهد خلال شهر نوفمبر المقبل انتخابات مبكرة، وهي الرابعة في ظرف أربع سنوات.
وشهدت إسبانيا خلال أبريل الماضي، انتخابات تشريعية سابقة لأوانها خلفت فوز رئيس الحكومة المؤقت الأمين العام للحزب الاشتراكي بيدرو سانتيش لكنه لم ينجح في تشكيل الحكومة نتيجة عدم توصله إلى تفاهم مع الحزب اليساري “بوديموس” (قادرون). وتجلى الخلاف في مطالبة بوديموس بضرورة المشاركة في الحكومة وتأسيس تحالف يساري موسع وشامل على شاكلة التحالف بين الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي في البرتغال، لكن بيدرو سانتيش الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني رفض المقترح.
وكان الملك فيلبي السادس سيستقبل المرشح الحكومي الثلاثاء الماضي لتبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة، لكن لا أحد تقدم لشغل منصب الحكومة لا الفائز في الانتخابات بيدرو سانتيش ولا زعيم اليمين المحافظ بابلو كاسادو المتزعم للمعارضة، إدراكا منهما بصعوبة الحصول على النصاب القانوني، وبالتالي جرى حل البرلمان والدعوة الى انتخابات سابقة لأوانها ستجرى يوم 10 نوفمبر المقبل.
وكشفت استطلاعات الرأي التي نشرتها الصحافة هذا الأحد فوز الحزب الاشتراكي مجددا، حيث منحه استطلاع جريدة الباييس أكثر من 30%، أي بحوالي نقطتين عن الانتخابات السابقة، وحصل الحزب اليساري الآخر بوديموس على 14%، في حين حقق الحزب الشعبي المحافظ قرابة 24% والحزب اليميني اسيودادانوس الآخر 13%، وذهبت الأصوات الأخرى الى الأحزاب القومية بينما حصل اليمين المتطرف على 8%. وسيكون الحزب الاشتراكي في وضع سهل نسبيا لتشكيل الحكومة في حالة نجاح حواره مع حزب بوديموس، ويبدو أن هذا هو الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق السياسي الذي لم تشهده إسبانيا من قبل.
وتعيش إسبانيا غياب استقرار سياسي منذ نهاية القطبية الحزبية التي ميزت إسبانيا بين الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المحافظ، حيث تناوبا على الحكومة طيلة الأربعين سنة الأخيرة، وكان من أبرز رؤساء الاشتراكيين فيلبي غونثالث ومن المحافظين خوسي ماريا أثنار. واقتحم المشهد السياسي منذ أربع سنوات كل من حزب بوديموس وهو يساري وحزب اسيودادانوس (المواطنون) وهو ليبرالي مع تبني بعض الأطروحات المتطرفة في بعض الأحيان. ويرفض الحزبان الجديدان توفير النصاب القانوني بسهولة لأي من الحزبين الكبيرين، مما جعل إسبانيا تدخل خانة اللا استقرار السياسي منذ أربع سنوات، ومن عناوين هذا الوضع الجديد هو توجه الناخبين للمرة الرابعة في أربع سنوات الى صناديق الاقتراع يوم 10 نوفمبر المقبل.

Sign In

Reset Your Password