خوفا من تكرار عمليات اقتحام يقوم بها المهاجرون، أقدمت حكومة مدريد اليوم على إرسال قرابة 300 من أفراد قوات الأمن الى مدينة مليلية المحتلة للمساهمة في حماية الحدود مع الأراضي المغربية. وتعوض عمليات الاقتحام تدريجيا قوارب الموت.
واستطاع أكثر من 500 مهاجر أمس الأربعاء من أصل ألفين اقتحام الأسوار المغربية والاسبانية والدخول الى مليلية، وهي تعتبر ثان أكبر عملية اقتحام بعد تلك المسجلة يوم 18 مارس الماضي.
وخوفا من تكرار العملية، تنشر اسبانيا وحدات أمنية من الشرطة والحرس المدني على مدار الأسوار الفاصلة وتقوم مروحيات بالطيران لمراقبة الأراضي المغربية لرصد هل ستنطلق أفواج من المهاجرين فجرا للتسلل الى مليلية.
وقامت وزارة الداخلية الإسبانية اليوم، وفق الصحافة الإسبانية، بإرسال تقريبا قرابة 300 من أفراد الحرس المدني والشرطة لتعزيز الحراسة، وهي أكبر نسبة يتم إرسالها دفعتة واحدة من اسبانيا الى مليلية منذ عمليات الاقتحام خلال سبتمبر وأكتوبر من سنة 2005.
ورفع المهاجرون خلال الأسابيع اللأخيرة من وتيرة التسلل الى مدينة مليلية، حيث تجاوز العدد خلال الشهور الخمسة الأولى من السنة الجارية مجمل السنة الماضية. وهناك تخوف حقيقي في اسبانيا من ارتفاع عمليات ضخمة مثل هذه.
ويبقى الجديد في عملية الاقتحام هذه، هو تجاوز الأفارقة لمئات من قوات الجيش والقوات المساعدة في الجانب المغربي بل وكذلك الحواجز/الأسوار التي يقوم المغرب ببناءها بطلب من اسبانيا وتمويل من الاتحاد الأوروبي، وكذلك مئات من قوات الحرس المدني الإسباني.
ومن باب المقارنة، يعتبر تسلل 500 مهاجر دفعة واحدة بمثابة وصول 20 قاربا دفعة واحدة، بمعدل 25 مهاجرا في كل قارب، وعادة ما تتراوح حمولة القوارب من المهاجرين ما بين 20 و30 مهاجرا.
وتتزامن عمليات تسلل المهاجرين والجدل القائم في أوروبا حول الهجرة بعما تبين تقدم الأحزاب اليمينية المتطرفة في انتخابات البرلمان الأوروبي بتوظيفها سياسيا واجتماعيا لهذه الظاهرة. وهناك توجه أوروبي نحو نهج سياسة صارمة في مجال الهجرة ومنها اتفاقيات جديدة مع دول جنوب المتوسط مثل المغرب والجزائر وتونس.