تعتبر ساكنة مدينة طنجة الشخصية التي طبعت سنة 2015 في المغرب بعد عدم بروز أي شخصية في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي والرياضيفي البلاد، بل وفي المقابل تسجيل البلاد نكسات وتقهقر متواصل في الكثير من القطاعات.
وتختلف المعايير التي يتم اعتمادها في اختيار الشخصية أو الشخصيات الفاعلة طيلة سنة وترتكز أساسا على مدى الفعالية والقيمة المضافة في قطاع معين خاصة قطاعات حساسة تهم شريحة كبيرة من المواطنين.
وعودة الى القطاعات المغربية، كانت التقارير الدولية قاسية في تقييمها لمختلف القطاعات المغربية من حرية التعبير الى الوضع التعليمي مرورا باستفحال الجريمة. في الوقا ذاته، سجلت القضايا الكبرى للبلاد وعلى رأسها ملف الصحراء انتكاسة حقيقية بسبب الهزائم التي تعرضت لها الدولة المغربية دون توفرها على الشجاعة للاعتراف بالهزيمة والعمل على تجاوز النكسات.
ووسط خيبة الأمل العريضة تبقى أهم الأحداث التي شهدها المغرب وأخذت بعدا دوليا هي تظاهرات ساكنة شمال المغرب وأساسا ساكنة طنجة “صورة الشموع” ضد الاستغلال الوحشي لشركة أمانديس للشعب عبر أسعار تعتبر الأعلى من نوعها في العالم.
ومعايير اختيار ساكنة الشمال وأساسا طنجة تتجلى في:
أولا، قيام ساكنة طنجة بفضح أهم ركائز العهد الجديد اقتصاديا وماليا وهو التدبير المفوض، حيث جرت صفقات ما بين ينتي 2001 و2002 من تفويض لماء والكهرباء الى شركة أونفرسال وفرعها فيوليا ضمن صفقة غامضة شملت شركة اتصالات المغرب.
ثانيا، في ظل تخلف الأحزاب السياسية عن دورها التأطيري، ينجح المجتمع المدني بنشطاءه وجمعياته في تحريك الكثير من مدن شمال البلاد للتنديد بالاستغلال الوحشي لجيوب الشعب عبر فواتير خيالية.
ثالثا، إجبار الدولة المغربية على الاعتراف بما تسميه خلل في التدبير المفوض، علما أن الأمر يتعلق باختلاسات مالية حقيقية لجيوب المواطنين المغاربة، في الوقت ذاته، فضحت ساكنة المغرب مخططات المخزن الذي حاول تأويل النضال بأنه فتنة وتحريك من الخارج ضمن ما يسمى المؤامرة.
رابعا، انخراط ساكنة شمال المغرب في الحركة العالمية التي تفضح دور الشركات المتعددة الجنسيات رفقة حكومات وسياسيين في الاغتناء على حساب الشعب في استغلال مرافق عمومية حساسة مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي. إذ انضمت طنجة الى مدن من أمريكا اللاتينية ومن أوروبا مثل برلين وباريس التي وضعت حدا للتدبير المفوض.
خامسا، التوظيف الذكي لنشطاء المجتمع المدني شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة صمت الاعلام العمومي وتآمر بعض المنابر على ثورة الشموع من خلال الترويج للمؤامرة.