توصلت إيران ومجموعة الدول الست، الخمس الدائمة العضوية والمانيا يومه الخميس في لوزان السويسرية الى اتفاق إطار تاريخي حول الملف النووي الإيراني، في انتظار الاتفاق النهائي والشامل خلال يونيو المقبل. ويأتي اتفاق الإطار بعد سنوات من المفاوضات التي سجلت توترا كبيرا في فترات معينة.
وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، مساء الخميس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، في ختام المفاوضات النووية، أكدت ان ايران ستواصل برنامجها النووي والتخصيب سيستمر في منشأة نطنز، وان الحظر سيرفع بشكل كامل فور توقيع الاتفاق.
وقالت موغيريني في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الايراني جواد لظريف في ختام المفاوضات النووية بين ايران و5+1″ سيصدر قرارا اممي لالغاء كل العقوبات المفروضة على ايران”، مشيرة الى ان الاتحاد الاوروبي سيلغي كافة العقوبات المتعلقة بالملف النووي والولايات المتحدة لن تفرض أي حظر جديد.
واضافت “سيسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش الكامل وايران ستعاون في مجال الطاقة النووية السلمية”، لافتة الى ان ايران ستواصل برنامجها النووي والتخصيب سيستمر في منشأة نطنز.
واكدت موغريني “نبحث عن حل سيتضمن الاستخدام السلمي للبرنامج النووي الايراني ورفع الحظر بشكل كامل وفوري” معتبره اننا اليوم قمنا بخطوة مهمة للغاية. واعلنت موغيريني خفض قدرات ايران على التخصيب وعدم وجود مواد انشطارية في فوردو.
من جانبه قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اننا نحتاج الى إجراء بعض المفاوضات مستقبليا للتوافق على الجزئيات مشيرا الى ان قرارات الحظر التي أصدرها مجلس الأمن الدولي ستلغى بموجب اتفاق شامل مستقبلي.
واضاف ظريف “مفاعل اراك سيبقى للمياه الثقيلة ودول 5+1 ستقوم بتطوير البرنامج النووي الايراني” لافتا الى ان اجهزة الطرد المركزي يمكن الاستفادة منها في امور أخرى. مؤكدا ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه ارتكز على مبدأ الرابح الرابح.
وفي إطار ردود الفعل الدولية، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الخميس، إن “الحل شامل للقضية النووية الإيرانية سيسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”، وذلك بعد وقت قصير من إعلان التوصل لاتفاق إطار يمهد لاتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتابع قائلا: “سوف يحترم الاتفاق احتياجات وحقوق ايران، في الوقت الذي يوفر ضمانات للمجتمع الدولي من شأنها أن تبقي أنشطتها النووية سلمية حصرا”، مضيفا أن “الحل الشامل عن طريق التفاوض للقضية النووية الإيرانية سوف يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ويمكين جميع الدول من التعاون بصورة عاجلة لمواجهة العديد من التحديات الأمنية الخطيرة التي يمرون بها”.
قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم الخميس، إن الصفقة التي توصلت إليها القوى الكبرى، مع إيران “جيدة”، لكنها “ليست مبنية على الثقة وإنما على عمليات تحقق غير مسبوقة”.
وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الأمريكي: “اليوم، توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها إلى تفاهم تاريخي مع ايران سيمنعها من حيازة السلاح النووي في حال تم تطبيقه كاملا”.
وأشاد أوباما بالجهود التي بذلتها إيران من أجل التوصل لاتفاق في لوزان السويسرية، قائلا إنها “وفت بكل التزاماتها وتخلصت من مخزونها من المواد النووية الخطرة وازداد عدد عمليات تفتيش البرنامج النووي الإيراني”، على حد قوله.
وأضاف: “إيران وافقت على نظام شفافية وعلى عمليات تفتيش هي الأكثر عمقا في تاريخ التفاوض حول البرامج النووية”، لافتا على أن إيران في نهاية المطاف “لن يكون بامكانها حيازة قنبلة تستخدم البلوتونيوم”.
الرئيس الأمريكي قال أيضا: “إذا رفض الكونغرس(البرلمان) هذا الاتفاق، فإن وحدتنا الوطنية ستنهار وسيتخلخل موقع أمريكا في الوسط الدبلوماسي العالمي”. ووجه حديثه للشعب الإيراني قائلا: “هذه الصفقة لن تنهي عدم الثقة الشديدة بين بلدينا”.
اتفاق تاريخي بين الغرب وإيران حول الملف النووي
الوفد الإسيراني والغربي المفاوض