على الرغم من التحدي الكبير الذي يشكله فيروس كورونا، لا تغيب التصريحات الحربية على المستوى الدولي ومنها ما صدر عن الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو)، اليوم الخميس، بتحذيره روسيا من مغبة أي مغامرة عسكرية.
ورغم حالة الطوارئ في معظم دول العالم بسبب كورونا فيروس، تتخذ الدول احتياطات كبرى. ومن ضمن الأمثلة، عززت إسبانيا مثلا مراقبتها العسكرية عند حدودها الاستراتيجية مع كل من البرتغال والمغرب. وبدورها، أقدمت الولايات المتحدة على نشر قوات عسكرية مع المكسيك ورفعت من درجة التأهب بعزل وحدات عسكرية في قاعدة شيين في ولاية كولورادو مهيئة لصد أي عدوان. ومن ضمن الأمثلة الأخرى حالة الطوارئ في الحلف الأطلسي خوفا من مغامرة روسية.
في هذا الصدد، صرح الأمين العام لمنظمة شمال الحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في حوار مع جريدة الباييس الإسبانية، الخميس، أن “المهمة الرئيسية للحلف الأطلسي هي عدم تحول هذه الأزمة الصحية الى أزمة للأمن، وأن لا يستغل أحد هذا الوضع للتحرش بحدودنا، ولهذا يجب ضمان جاهزية التحرك لدى الحلف الأطلسي”. وفي انتقادات لروسيا يبرز “في الحدود الشرقية للحلف الأطلسي نرى كيف أجرت منذ الأسبوع الماضي روسيا مناورات عسكرية لم تكن مبرمجة، وكيف تواجدت عسكريا في بحر الشمال”.
وفي تحذير واضح يقول هذا المسؤول “نريد ترك رسالة واضحة حتى لا يكون هناك سوء تفاهم أو سوء تقدير بأن الحلف الأطلسي مستعد لحماية جميع أعضائه وأمام أي خطر بما في ذلك خلال أزمة كورونا، وهذا ما نقوم به حاليا، المحافظة على قدراتنا للتحرك والحفاظ على العمليات الحالية لضمان قوة الردج على اي تحد”.
وكان الأمين العام يشير الى المناورات التي أجرتها القوات الجوية والقوات المضادة للطيران في شمال غرب روسيا مع الحدود مع فلندا وجمهوريات البلطيق لتجربة منظومة الصواريخ المضادة للطيران إس 400. وكانت المناورات عبارة عن مواجهة قوات جوية أجنبية ترغب في غزو الأراضي الروسية.
واعتبر أن خير رد على الصين وروسيا بشأن ما تروجانه من انقسام وسط الحلف وأوروبا نتيجة التعاطي مع كورونا هو الرهان على الشفافية الديمقراطية لمواجهة ما يعتبره بروباغاندا صادرة عن البلدين.
ويؤمن في أهمية المنظمات الكبرى مثل الحلف الأطلسي إبان الأزمات الكبرى مثل كورونا، مستدلا بقيام بعض أعضاء الحلف مثل تركيا وجمهورية التشيك بتوفير معدات طبية لإسبانيا عندما تقدمت بالطلب إلى قيادة الحلف الأطلسي.