استغلالا لعلاقته المتينة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وربما النظرة غير الودية اتجاه المغرب، حاول رئيس الحكومة الإسبانية خوسي ماريا أثنار التوسط في صفقات أسلحة بين شركة اسبانية والجزائر. لكن يبدو أن الصفقة لم تعقد. ويشكل الخبر مفاجأة لدى الطبقة السياسية في هذا البلد الأوروبي وقد يتحول الى فضيحة لأنه يعني أن أثنار تحول الى “تاجر أسلحة”.
وتنشر جريدة أنفوليبري الرقمية مقالات هذه الأيام معتمدة على مضمون بريد إلكتروني لمدير بنك متابع بتهمة التبذير والاختلاس، ويتعلق البعض منها بوساطة كان يجريها رئيس الحكومة الإسبانية خوسي ماريا أثنار ابتداء من سنة 2008 لعقد صفقات أسلحة لشركة أينسا المتخصصة في صناعة الأسحة والطيران المدني.
وكانت الصفقات تهم دولا مثل الولايات المتحدة وفنزويلا ودولة عربية هي الجزائر لبيعها معدات خاصة بالطيران. وأغلب البريد الاكتروني يتعلق بالجزائر أكثر من فنزويلا.
ويبدو أن هذه الصفقة لم تعقد لأن الجزائر تراجعت عن شراء أسلحة اسبانية كعقاب لرئيس الحكومة الإسبانية وقتها خوسي لويس رودريغيث سبتيرو بسبب ميله الى دعم الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.
وتجمع أثنار علاقات متينة جدا بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ويؤكد أثنار في الجزب الثاني من مذكراته التي صدرت الشهر الماضي بعنوان “التزام السلطة” أنه تعرف على عبد العزيز بوتفليقة في جنازة الملك الحسن الثاني في الرباط، حيث عقدا اتفاقا على تطوير العلاقات.
وابتداء من سنة 2001 وفي أعقاب التوتر بين مدريد والرباط على خلفية الصيد البحري ولاحقا جزيرة ثورة، رفع اثنار من العلاقات مع الجزائر، ووقع على اتفاقيات استراتيجية مع عبد العزيز بوتفليقة. ومن أبرز عناوين ذلك التعاون تأييد الجزائر لإسبانيا في أزمة جزيرة ثورة.