لا تتوقف الفضائح المالية في اسبانيا وتمس معظم المؤسسات الحزبية والرسمية والنقابية، وآخر فضيحة يتابعها الرأي العام الإسباني باهتمام محاولة رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار إقناع مدير بنك مفلس بشراء لوحات تشكيلية بقيمة 54 مليون يورو بينما سعرها الحقيقي لا يتعدى ثلاثة ملايين يورو، أي بفارق 51 مليون يورو.
وكانت الجرائد قد تحدثت عن وساطة قام بها أثنار لمحاولة بيع أسلحة لبعض الدول ومنها الجزائر، والآن تشكف الصحف الرقمية أساسا عن فضيحة جديدة وهو الضغوطات التي مارسها أثنار على ميغيل بليسا وهو مدير بنك يسمى “كاخا مدريد” لشراء مجموعة من اللوحات التشكيلية لفنان خيراردو رويدا توفي منذ سنوات وهو غير معروف سنة2008 بقيمة 54 مليون يورو. ومن ضمن الأمثلة حول عدم شهرة هذا الفنان لا يوجد اسمه باللغة العربية في شبكة الإنترنت، ولم يأتي ذكره في أي مقال بالعربية حول الفن التشكيلي الإسباني.
والمثير أن لجنة من خبراء الفن وبعد تقييم للوحات هذا الفنان، اعتبرت، وفق جريدة الباييس، أن سعرها الحقيقي لا يتجاوز في أحسن الأحوال ثلاثة ملايين يورو. وتزامنت عملية اقتراح البيع مع الأزمة المالية وتحول بنك “كاخا مدريد” الذي سيصبح “بنكيا” بعد انصهاره مع صناديق أخرى الى رمز للأزمة الخانفة التي تمر منها البلاد لأنه كاد أن يعصف بالنظام البنكي الإسباني بعدما خسر 18 مليار يورو، وتدخلت الدولة لإنقاذه. ويوجد المدير السابق لهذه المؤسسة المالية ميغلي بليسا رهن التحقيق القضائي وفي حالة سراح للإشتباه في قيامه بممارسات مالية غير شفافة.
وطالبت المعارضة في البرلمان اليوم القضاء بالتحقيق في عملية الوساطة لأنها تعتبرها بمثابة عملية سرقة خطيرة بحكم أن أثنار مارس ضغوطات على بنك لكي يشتري أعمالا فنية، وطلب 51 مليون يورو زيادة عن السعر الحقيقي الذي هو ثلاثة ملايين يورو.