اسبانيا تبدأ سنة 2015 بتهديد حزب بوديموس إحداث تغيير سياسي جذري ورئيس الحكومة يطالب بحكومة ائتلاف

زعيم حزب بوديموس بابلو إغليسياس

تميزت سنة 2014 بظهور قوة سياسية جديدة في اسبانيا وهي حزب “بوديموس” (قادرون) الذي يهدد بتغيير جذري في المشهد السياسي في البلاد، ولا يستبعد المراقبون تكتلا بين الحزب الاشتراكي المعارض والحزب الشعبي المحافظ الحاكم بدعم كم الشركات الكبرى لوقف زحف التغيير.

وكان حزب بوديموس قد ظهر خلال فبراير الماضي، وشارك في انتخابات برلمان أوروبا وحصل على خمسة مقاعد، ويحتل في الوقت الراهن ما بين الموقع الأول والثاني في استطلاعات الرأي. وتتخوف الطبقة السياسية من الحزب الجديد الذي هو نتاج الأزمة السياسية والفكرية والاقتصادية التي تمر منها البلاد.

ومنذ الانتقال الديمقراطي سنة 1975، تاريخ رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو، يتناوب على الحكم اليمين المتمثل في الحزب الشعبي (الذي حمل أسماء مختلفة من قبل) والحزب الاشتراكي العمالي. وحكم عن جانب الحزب الاشتراكي كل من فيلبي غونثالث خوسي لويس رودريغيث سبتيرو وعن الحزب الشعبي خوسي ماريا أثنار ورئيس الحكومة الحالي ماريانو راخوي. وبعد قرابة أربعة عقود من الاستقرار السياسي بين حزبين باستثناء الأحزاب القومية التي تحكم في أقاليمها مثل بلد الباسك وكتالونيا وأحيانا غاليسيا، يظهر حزب بوديموس ويهدد بتغيير الخريطة السياسية جذريا في الحياة السياسية والاقتصادية بل حتى المؤسسة العسكرية.

وتعيش الطبقة السياسية الكلاسيكية قلقا ملحوظا من هذا الوافد السياسي الجديد. ووعيا بالتطورات المرتقبة التي ستحصل في حالة وصول بديموس الى السلطة، طرح رئيس الحكومة الحالي راخوي تحالفا حكوميا في الانتخابات المقبلة مع الحزب الاشتراكي المتزعم حاليا للمعارضة. ويؤكد راخوي في عرضه التقييمي لسنة 2014 أن  التحالف السياسي مع الحزب الاشتراكي هو الكفيل بمنح اسبانيا الاستقرار وتفادي مغامرات سياسية. واعتبر الحزب الاشتراكي حزبا كبيرا يختلف معه ويتقاسم معه الكثير ومنها الرؤية لمستقبل واستقرار اسبانيا، وبالتالي دافع عن القطبية الحزبية التي تعيشها البلاد منذ سنة 1977، أول انتخابات ديمقراطية التي فاز فيها أدولفو سواريث المحافظ.

وتكشف تصريحات رئيس الحكومة القلق الحقيقي وسط المؤسسات الإسبانية من التطورات القادمة من خلال ظهور حزب بوديموس وتشكيلات سياسية يسارية أخرى صغيرة لا تتردد في الاعتراف بحق كتالونيا في تقرير المصير، ولا تتردد في إعادة النظر في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك في دور الجيش في عمليات حفظ السلام في الخارج. وبهذا تنتهي سنة 2014 وتبدأ 2015 في اسبانيا بكابوس سياسي حقيقي يهدد نهاية المشهد السياسي الكلاسيكي وظهور آخر جديد يساير التطورات التي تعيشها البلاد.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password