حققت الشركة الأمريكية آبل المصنعة للحواسيب والهواتف أكبر ربح سنوي تسجله شركة عبر التاريخ بحوالي 54 مليار دولار، وهو ما يتجاوز الانتاج القومي الخام لأكثر من مائة دولة، ويبرز مدى هيمنة الشركات المرتبطة بعالم التواصل والإنترنت على الاقتصاد العالمي متجاوز شركات صناعة الأسلحة والنفط.
وكشفت الشركة التي يوجد مقرها في كاليفورنيا وأسسها ستيف جوبس يومه الثلاثاء من الأسبوع الجاري عن الأرباح التي بلغت 54 مليار دولار بزيادة 36% مقارنة مع أرباح السنة الماضية. وبهذا تجاوز شركة النفط الأمريكية إكسون موبيل التي كانت قد حققت سنة 2008 ما قيمته من الأرباح 45 مليار و220 مليون دولار.
وإذا كانت شركة إكسون موبيل قد حققت تلك الأرباح بفضل الارتفاع الصاروخي للنفط وقتها، فشركة آبيل حققت هذه الأرباح الأسطورية بفضل ارتفاع مبيعاتها وخاصة في سوق مثل الصينية التي تتعزز فيها الطبقة المتوسطة ويرتفع فيها استهلاك المنتوجات الغربية بشكل كبير ومها كل ما هو مرتبط بعالم الإنترنت والاتصالات. وحققت أبل هذه القفزة بفضل مبيعات هاتف أيفون 6 المتطور.
وتشكل نسبة الأرباح المحققة قرابة 54 مليار دولار أكثر من الإنتاج القومي الخام لقرابة مائة دولة يتراوح دخلها ما بين بضع مئات الملايين من الدولارات الى 53 مليار دولار، ومنها دول مثل بوليفيا والباراغواي والسينغال وموريتانيا وبلغاريا وتونس والغابون ولتوانيا وكوستاريكا واليمن.
وتعتبر أرباح شركة آبل قرابة 48% من الإنتاج القومي الخام للمغرب والذي يقدر بحوالي 110 مليار دولار، بينما تبلغ قيمتها في البورصة 680 مليار دولار، ست مرات أكثر من الإنتاج القومي الخام للمغرب، وقرابة 60% من الإنتاج القومي لدولة متقدمة مثل اسبانيا.