اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سفيرا جديدا في المغرب هو دافيد فيشر، رجل أعمال ولم يأت من الحقل الدبلوماسي. وأصبح تعيين سفراء أقرب لمفهوم السفير الشرفي تقليدا في إدارة البيت الأبيض وهو ما يعكس فقدان المغرب لأهميته الاستراتيجية في أجندة البيت الأبيض.
ويعتبر المغرب من الدول التي لم يقدم الرئيس ترامب على تعيين سفير فيها منذ وصوله الى الرئاسة، حيث جرى تفضيل دول أخرى وترك السفارة الأمريكية في الرباط من دون سفير منذ سنة تقريبا. ويبقى المثير في الأمر هو اقتراح رجل أعمال للمنصب دافيد فيشر المعروف باستثماراته في حقل السيارات في الولايات المتحدة ويعتبر من أصدقاء ترامب ومن المساهمين الكبار في حملته الانتخابية التي قادته إلى كرسي البيت الأبيض خلال تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة الماضية.
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد عين سفيرين من رجال الأعمال في الرباط بدل تعيين سفراء من السلك الدبلوماسي الأمريكي أو سفراء سياسيين أي شخصيات سياسية شغلت منصاب مهمة في الإدارة الأمريكية أو الكونغرس.
ومع تكرار هذه الظاهرة، أي تعيين سفير قادم من مجال المال والأعمال، يبدو تراجع أهمية المغرب في الأجندة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، وتزامن مع الأزمة التي وقعت بين البلدين سنة 2013 بسبب موقف واشنطن من نزاع الصحراء ومحاولة فرض مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في قرار أممي خلال أبريل من السنة نفسها. ولم تستعد العلاقات مستواها الذي كانت عليه في الماضي خاصة إبان الحرب الباردة وحتى نهاية ولاية الرئيس بيل كلينتون، ولم تنتعش مع قدوم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي انتقد المغرب في مناسبات بسبب تمويل الدولة المغربية لبعض أنشطة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتبقى المفارقة، أنه برغم تعيين سفراء من طينة رجال الأعمال في سفارة واشنطن في الرباط، وهذا يفترض أنه سيتم تطوير الجانب الاقتصاد والتجاري والمالي بين البلدين، إلا أن العلاقات التجارية تبقى محدودة للغاية بين بلدين تجمعهما علاقات قديمة للغاية ولاسيما في ظل وجود اتفاقية تبادل تجاري وقعتها الرباط وواشنطن منذ أكثر من عقد.
في خطوة تعكس تراجعا لمكانة المغرب لدى واشنطن: ترامب يحافظ على تقليد تعيين رجل أعمال سفيرا في الرباط
العلم المغربي والأمريكي