حلف الأطلسي من مناورات عسكرية كلاسيكية إلى مناورات «سيبرنيتية» ضخمة لمواجهة روسيا

صورة مركبة عن الحرب الكلاسيكية والرقمية

أجرت منظمة حلف شمال الأطلسي خلال الأيام الماضية مناورات عسكرية غير كلاسيكية من نوع جديد ويتجلى في مواجهة هجمات عبر فضاء الإنترنت استهدفت دولا أعضاء في المنظمة. وتتزامن المناورات مع الاتهامات الموجهة إلى روسيا في لعب دور في كل من استفتاء برشلونة والانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وخلال الثلاثة أشهر الأخيرة، أجرت روسيا مناورات عسكرية ضخمة في حدودها مع أوروبا الشرقية ودول البلطيق، وردت دول الحلف الأطلسي بمناورات مماثلة للدفاع عن المنطقة في حالة هجوم عسكري روسي. ولكن هذه المرة، الأمر يختلف، فقد عوضت الحواسيب وبرامج التجسس والقرصنة في شبكة الإنترنت الطائرات والمدفعية والصواريخ والرصاص.
وحتى السنوات الماضية كانت الحروب الدائرة في شبكة الإنترنت مقتصرة أساسا على الأفلام، هذه الأخيرة كانت مقدمة للتنبيه إلى المخاطر المستقبلية. وبتزامن مع اعتماد العالم وخاصة الغربي على الإنترنت في مختلف مجالات الحياة اليومية والأمنية والعسكرية والمالية، انتشرت ظاهرة القراصنة.
وخلال السنة الأخيرة، ارتفعت وتيرة الاتهامات ضد كل من الصين وروسيا ولاسيما هذه الأخيرة، فقد جرى اتهامها بالتأثير في استفتاءي كتالونيا والبريكسيت، كما يجري اتهامها في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري وقتها والرئيس الحالي دونالد ترامب. ولم يعد الغرب يتهم روسيا فقط بل يدخل في مناورات استعدادا لحرب سيبرنيتية حقيقية. وهكذا، فقد قام 900 جندي من قوات الحلف الأطلسي، وفق بيانات الحلف، بإجراء مناورات لمواجهة هجوم من دول افتراضية تسمى ستلريا، في إشارة إلى روسيا، تهاجم دولة عضو في الحلف تسمى تيتان، تعيش فيها أقلية موالية لستلريا، وذلك في إشارة إلى دولة استونيا ومشاكلها مع الأقلية الروسية. وسبق لأستونيا أن تعرضت لهجوم سيبرنيتي سنة 2007 قام بتجميد معظم مؤسساتها المرتبطة بشبكة الإنترنت.
وتجلى عمل الجنود الخبراء في حروب الإنترنت، وينتمون إلى 25 من أصل 29 دولة مكونة للحلف، في إبطال الهجمات التي تتعرض لها هذه الدولة عبر الإبقاء على مؤسساتها في طور العمل وخاصة الحيوية منها مثل البريد والكهرباء والأمن وضمان التواصل الداخلي والخارجي للدولة العضو. وفي الوقت ذاته، يقوم الخبراء بالرد على الأخبار غير الصحيحة التي تروج في الجرائد الرقمية في الإنترنت وتهدف إلى التأثير على نفسية مواطني الغرب ومنهم الجنود.
ويتولى مركز في إستونيا مرتبط بالحلف الأطلسي وتديره ميرلي ميغري هذه المناورات. وتقول هذه المديرة في تصريحات للصحافة الغربية إن تدخل أطراف ثالثة في الانتخابات التي شهدتها دول أوروبية وعملية الهجوم الرقمي عبر الإنترنت على منشآت حيوية تحتم الانتقال إلى مستوى عال من الدفاع الرقمي عن دول الحلف في مواجهة الهجمات السبرنيتية. كما ركزت على الأخبار التي تبثها جرائد رقمية تتلقى مساعدة رسمية من دولها، وهي تشير إلى سبوتنيك وروسيا اليوم ضمن أخرى.

Sign In

Reset Your Password