وصول فيروس ايبولا الى المغرب قد يشكل أكبر ضربة للسياحة المغربية وقد يؤثر على النمو ب 0،5 الى 1%

أفارقة يطالبون بوقف ومحاربة إيبولا

أقدم المغرب على الانسحاب من تنظيم الألعاب الأولمبية العربية كما أقدم على تأجيل البطولة الإفريقية للدراجات وفي الوقت ذاته يتفاوض على تأجيل كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم “كان 2015” لتفادي انتشار فيروس إيبولا. وسيشكل إيبولا في حالة وصوله الى المغرب ضربة قاسية للسياحة المغربية بشكل يتجاوز كل التهديدات الإرهابية التي شهدها من قبل.

وتبرز مختلف الدراسات حول فيروس إيبولا استحالة تفاديه بسبب ما يعيشه العالم من حركة نقل وتبادل يومي، ويبقى السبب في عدم انتشاره حتى الآن في دول أخرى علاوة على الحرص الشديد الذي تبديه الدول هو أنه لم ينتشر  في إفريقيا الغربية بشكل كبير، فهو الآن يمس بضعة آلاف فقط. وتعتبر الدول التي ضربها هذا الفيروس ومنها سيراليون على الخصوص شبه معزولة عن العالم.

لكن تقارير المنظمة العالمية للصحة تحذر من كارثة حقيقية في نهاية ديسمبر المقبل إذا لم تحدث انتفاضة طبية عالمية لمحاربة هذا الفيروس الذي يعتبر من أخطر أنواع الفيروسات التي تواجهها البشرية بسبب سهولة انتقاله وصعوبة محاربته.  وتتحدث عن احتمال تعرض ما بين خمشة آلاف الى عشرة آلاف للإصابة.

والولايات المتحدة التي تعتبر الدولة الأكثر تقدما في المجال الطبي تعترف بأنها لا تتوفر على مراكز كافية لمواجهة هذا الفيروس.

ونظرا للموقع الجغرافي للمغرب كنقطة للربط جويا بين مجموعة من الدول الإفريقية وأوروبا وكذلك الشرق الأوسط، فهو دولة مرشحة لاحتمال التعرض للفيروس عبر المطارات الدولية مثل مراكش وأساسا الدار البيضاء.

وتعتبر المطارات النقطة الحساسة في مواجهة الفيروس، ولهذا تعيش المطارات الأوروبية والأمريكية حالة استثناء في رصدها للوضع الصحي للركاب القادمين من الدول الإفريقية وخاصة غرب إفريقيا. ومن ضمن الأمثلة، عزل مصلحة المطارات الإسبانية طائرة فرنسية قادمة من إفريقيا يومه الأربعاء بعد الاشتباه في احتمال وجود مريض على متنها.

ويبقى الخطر الكبير الذي يهدد المغرب هو حركة الطيران وكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم “كان 2015″، فمن جهة، سترتفع حركة الطيران من الدول الإفريقية نحو المغرب بسبب هذه التظاهرة الرياضية القارية، ومن جهة أخرى لا يستطيع المغرب منع المشجعين أو مراقبتهم الصحية بحكم أن الفيروس له مراحل التطور خلال 21 يوما التي لا يتم رصدها في البدء حتى ترتفع الحرارة. ويبقى أكبر خطر هو التجمعات البشرية المنتمية الى مختلف الجنسيات. وهذا هو الذي دفع وزارة لاصحة الى طلب إلغاء كأس إفريقيا لكرة القدم.

ويعيش العالم حالة من الهلع من هذا الفيروس في ظل عجز دول مثل الولايات المتحدة على احتواءه بسهولة، وفق تصريحات المسؤولين الطبيين. ويخلف رصد حالة من الحالات في الدول الغربية ما يشبه حالة الطوارئ وسط المجتمع. ومن ضمن هذه المظاهر مثلا في اسبانيا، الفنادق ومطاعم المنطقة التي تحتضن مستشفى كارلوس الثالث في مدريد، الذي يحتضن مريضة بالفيروس وعشرات الآخرين المشتبه فيهم، سجلت تراجعا خطيرا في الإقبال من طرف الزائرين والوافدين.

وفي حالة تسجيل المغرب حالات من هذا الفيروس، فقد يشكل أكبر ضربة للسياحة المغربية خلال العقود الأخيرة تتجاوز تأثيرات العمليات الإرهابية التي تعرضت لها في البلاد أو في الدول المجاورة مثل حادث مقتل الفرنسي هيرفي غورديل على يد جماعات مسلحة إرهابية ونتج عنه تراجع الحجوزات الفرنسية في المغرب.

وتعتبر السياحة ركيزة أساسية في الاقتصاد المغربي وركيزة أساسية في النمو، وسيترتب عن الفيروس إلغاء حجوزات بشكل مهول بسبب الخوف من هذا الفيروس وبسبب ضعف المصالح الطبية المغربية. وقد يترجم هذا في تراجع النمو الاقتصادي ما بين نصف نقطة الى نقطة كاملة

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن خسائر  الفيروس قد تصل مبدئيا الى 36 مليار دولار في العالم، وستتأثر أساسا الدول السياحية وشركات الطيران، لكن اتساع الفيروس قد يخلف خسائر مضاعفة في ظل ارتفاع الحديث عن صعوبة احتواءه.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password