هولند يقيم توازن مع المغرب والجزائر ويرضيهما معا في نزاع الصحراء بإبراز الحكم الذاتي وتقرير المصير

ألف بوست – نجح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند خلال زيارته الى الجزائر في ديمسبر الماضي والى المغرب في بحر الأسبوع الجاري من إرساء علاقة متوازنة لفرنسا مع البلدين خاصة في ملف الصحراء المغربية بإبرازه الحكم الذاتي وتقرير المصير معا. وهذا التوازن يجعل بلاده تحصل على مكتسبات اقتصادية كبرى لتستمر الشريك الاقتصادي الأول للمغرب العربي.

ولم تنجح فرنسا بعد الاستقلال في خلق توازن حقيقي في سياستها مع المغرب والجزائر منذ بداية الستينات، وإن كانت تاريخيا تميل الى المغرب بعدما نجح الملك الراحل الحسن الثاني في وضع أسس علاقة استراتيجية مع باريس لعلاقاته الواسعة مع الطبقة السياسية والإعلامية وخاصة إبان حكمي الرئيسين، فاليري جيسكار ديستان وجاك شارك وتفاهم شابه توتر مع الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران. ومقابل النجاح  الدبلوماسي المغربي، فشلت الجزائر وفرنسا في تطوير العلاقات بسبب ثقل الماضي الذي خلف أكثر من مليون شهيد لحصول الجزائر على استقلالها ولاحقا بسبب نزعا الصحراء.

ومع قدوم الملك محمد السادس، بقيت العلاقات مع فرنسا متطورة مع كل من شيراك ولاحقا نيكولا ساركوزي باستثناء الخطئ الفادح خلال السنة الماضية عندما رفض الملك استقبال فرانسوا هولند عندما كان مرشحا للحزب الاشتراكي للرئاسة الفرنسية. واستمرت العلاقات بين باريس والجزائر متوترة بسبب إصرار الأخيرة على تقديم فرنسا لاعتذار عن الماضي الاستعماري وكذلك، وإن كان بشكل غير ملح، تأييد تقرير المصير في نزاع الصحراء.

maralgfr

ويبقى ملف الصحراء هو المحوري في هذه العلاقات الثلاثية، فميل فرنسا للمغرب يغضب الجزائر واتخاذ موقف محادي يقلق الرباط. وخلال العشر سنوات الأخيرة، مال موقف فرنسا الى المغرب بشكل كبير للغاية، فالرئيس جاك شيراك كان ينادي الصحراء بالأقاليم الجنوبية المغربية أي اعتبرها مغربية خالصة، في حين كان موقف ساركوزي أقل بقليل أي لم يستعمل الأقاليم الجنوبية في وصفه للصحراء ولكنه شدد على أن الحكم الذاتي هو الحل المثالي الذي يجب تطويره.

 وبقيت التساؤلات معلقة حول الموقف الذي سيتخذه هولند في هذا الملف الشائك. وتشير المعطيات أنه استطاع أن يقنع البلدين، فخلال زيارته الى الجزائر ما بين 19 و21 ديسمبر الماضي لم ينطلق بكلمة الحكم الذاتي نهائيا، ولكن قال أنه مع قرارات الأمم المتحدة وشدد كثيرا على “حل متفق عليه”، ويم الخميس الماضي، استحضر تعبير مقترح الحكم الذاتي واعتبره حلا يتمتع بالمصداقية والجدية، ولكنه شدد كذلك على ضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة وإيجاد حل يقوم عليها.

وهكذا، فالجزائريون ارتاحوا لغياب سماع الحكم الذاتي خلال زيارة هولند الى الجزائر رغم تأكيده على قرارات الأمم المتحدة التي تشير الى هذا المقترح، وارتاح المغاربة لتفادي هولند الحديث عن تقرير المصير رغم أنه حاضر في قرارات الأمم المتحدة. ويبقى الأساسي أن هولند بفضل موقفه هذا الذي يرضي به الطرفين في صراع يدوم منذ أربيعن سنة، استطاع أن يتجنب التوتر وأن يحقق لفرنسا مكاسب اقتصادية كبيرة تساعد على استمرارها كشريك اقتصادي رئيسي للمغرب العربي-الأمازيغي.

Sign In

Reset Your Password