اعتبرت الحكومة المغربية أن ترسيم الحدود البحرية في مياه الصحراء قبالة جزر الكناري هو موضوع سيادي يخص البلاد، ويأتي التأخر بشأن المصادقة في البرلمان المغربي باحتمال مشاورات مع مدريد لتفادي سوء خلاف بين البلدين.
وكانت الخارجية المغربية قد عقدت لقاء مع لجنة الخارجية والدفاع في البرلمان لتقديم الشروحات حول الحدود البحرية للمغرب وخاصة تلك المقابلة لجزر الكناري، ويتعلق الأمر بالحدود الخاصة بالمنطقة الاقتصادية طالما أنه لا يوجد أي خلاف للمغرب بشأن المياه الإقليمية أو البحر الإقليمي كما تسميه الأمم المتحدة والبالغ طولها 22 ميلا.
وجرى التأخر في البرلمان المغربي بشأن المصادقة على الحدود البحرية، حيث كانت المصادقة منتظرة هذا الأسبوع.، لكن تأخرت بشكل مفاجئ، وجرى تبرير التأخير بأولوية الأجندة.
وحصلت ألف بوست على معلومات تفيد أن التأخير قد يعود الى طلب من اسبانيا، حيث جرى اتصال بين السفيرة المغربية في مدريد كريمة بنعيش ووزيرة الدفاع الخارجية مارغريتا روبلس بشأن هذا الملف بداية الأسبوع الجاري، وقد تكون مدريد طلبت التريث بسبب الأوضاع التي تمر منها اسبانيا في الوقت الراهن.
ويوجد اختلاف حول المنطقة البحرية الواقعة جنوب جزر الكناري وقبالة الشطر الجنوبي من سواحل الصحراء الغربية. وبدأت حكومة الحكم الذاتي في جزر الكناري تضغط على اسبانيا لمواجهة المغرب، وبدأ حزب فوكس بدوره يمارس ضغوطات. وتريد حكومة مدريد المؤقتة برئاسة بيدرو سانتيش الأمين العام للحزب الاشتراكي تشكيل الحكومة والتفرغ بهدوء لملفات شائكة ومنها العلاقات مع المغرب بعد ظهور ملف الحدود البحرية. ويستغل حزب فوكس القومي المتطرف كل ما له علاقة بوضع اسبانيا خارجيا أو الحدود والوحدة الترابية للهجوم على رئيس الحكومة المؤقتة بيدرو سانتيش. وقد اتهم قائد القوات البرية السابق الجنرال فولنسيو كول بوشر المنتمي لحزب فوكس سانتيش بالتسبب في تفتت البلاد وطالب بمحاكمته.
وأنشأ المغرب واسبانيا العقد الماضي لجنة لرسم الحدود البحرية إلا أنها لم تتوصل الى نتائج تذكر لاسيما بعد تجميد عملها من طرف حكومة الحزب المحافظ برئاسة ماريانو راخوي. وظهر الاختلاف حول الحدود البحرية بعدما بدأ كل من البلدين ينقب عن النفط في مياه الأطلسي التي تفصل بينهما.
والمثير أن بعض وسائل الاعلام المغربية تبنت رواية صفراء نشرتها صحافة الإثارة في اسبانيا مرده إرسال اسبانيا لمقاتلات ف &_ الى جزر الكناري لتهديد المغرب، وهو خبر عار من الصحة ويدخل فقط في باب التهويل.