افتتاحية: القاصرون المغاربة في أوروبا عرضة للاستغلال الجنسي والإجرام ووصمة عار في جبين الدولة المغربية

قاصورن مغاربة في مليلية المحتلة

للمرة الثانية، تعرض مركز للقاصرين في اسبانيا وأغلبهم مغاربة لهجوم بعبوة ولكن هذه المرة لم تكن ناسفة عكس عبوة ناسفة استهدف مركزا آخرا في ضواحي مدريد.  وهذا وجه آخر من وجوه مأساة القاصرين المغاربة الذين تصمت الدولة المغربية عنهم، ويعدون من ضحايا الفساد الذي تأبى السلطات محاربته بشكل حقيقي كما فعلت مع الإرهاب.

ولا توجد أرقام حول نسبة القاصرين المغاربة في مدن أوروبا، لكن التقديرات تشير الى ما بين 15 ألف الى 25 ألف موزعين بين مدن من سبتة المحتلة ومرورا بأغلبية مدن اسبانيا ثم فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وحتى السويد. وتفاتح عدد من الدول السلطات المغربية حول القاصرين، وتطرقت الصحافة الى الوضع المأساوي الذي يعيشون عليه لكن بدون حل حتى الآن.

وتفيد التقارير أن نسبة منهم تقيم في مراكز للإيواء وبشكل مؤقت، ونسبة أخرى تعيش بين شوارع مدن أوروبا وخاصة الكبرى مثل مدريد وبرشلونة وباريس وبروكسيل وأمستردام واستوكهولم. وتعاني هذه الفئة الأخيرة من شتى المظاهر السلبية، فهي عرضة للاغتصاب والإجرام المنظم من طرف شبكات وكذلك عرضة للإدمان على المخدرات.

ويزداد عدد هؤلاء القاصرين من سنة الى أخرى، سواء من خلال مغامرات فردية في قوارب الهجرة أو مختبئين تحت الشاحنات والحافلات أو يأتون الى أوروبا رفقة ذويهم حيث يتركونهم اعتقادا منهم أن مستقبلهم في أوروبا أحسن من المغرب.

ومن أسباب ارتفاع هجرة القاصرين هناك، فشل منظومة التعليم التي ترمي الى الشارع سنويا بمئات الآلاف من التلاميذ، بينما السبب الثاني هو غياب الأفق والمستقبل نتيجة جراء الفساد المتغلغل في البلاد وسط صمت المسؤولين وإن لم يكن بسبب تورطهم في الفساد نتيجة الجمع بين الثروة والسلطة.

ومقارنة مع دول الجوار، يتصدر القاصرون المغاربة وبفارق كبير نسبة القاصرين فير المرافقين في أوروبا بل ويتعدون نسبة القاصرين القادمين من مناطق الحروب الأهلية. ويحدث هذا رغم ما تتغنى به الدولة من ازدهار ومساعدة الآخرين.

ورغم كل ما يجري للقاصرين المغاربة في أوروبا، لا يثير هذا الموضوع المأساوي الحاكمين في المغرب، كل المؤسسات بدون استثناء، ولم تعمل الدولة المغربية على احتواءه وتجنيب هؤلاء القاصرين الاستغلال الجنسي والإجرامي، علما أن موضوعا مثل هذا يستوجب حالة الاستثناء. ولا تمنح الصحافة اهتماما كبيرا للموضوع، وتتجنبه صحافة الدعارة والدناءة التي ابتلي بها المغرب بدعم من جهات معينة دنيئة وهي التي اختصرت  الوطنية في شتم من ينتقد الفساد والفاسدين في هذا البلد ولا يهمها تعرض القاصرين للاغتصاب في أوروبا لأن لا ضمير لها، وإدراكا منها بأن قضية القاصرين هي نتاج فساد الفاسدين الذين تدافع عنهم، وتتجنب مثل هذه المواضيع لأنها تنهل من الذل والمهانة والدناءة.

إن قضية القاصرين المغاربة وصمة عار في جبين الدولة المغربية، وصمة عار لأنهم نتاج الفساد ونهب ممتلكات الشعب وسوء التسيير، ووصمة عار لتماطل السلطات في احتواء هذه الظاهرة والعمل على إنقاذ القاصرين من براثن الإجرام والاغتصاب.

Sign In

Reset Your Password