تبنت دبلوماسية مصر استراتيجية بعض الدول الغربية بشأن نزاع الصحراء المغربية، والتي تعطي موقفا في الرباط يدعم الحكم الذاتي وآخر في الجزائر يدعم تقرير المصير أو قرارات الأمم المتحدة.
وتجاوز المغرب ومصر الأزمة الثنائية بينهما الناتجة حول ما يفترض ميل مصر الى الموقف الجزائري الداعم لتقرير المصير في الصحراء، وذلك عبر تأكيد مصر على الحكم الذاتي ووحدة المغرب سواء في تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال زيارته الى المغرب الأسبوع الماضي أو في المكالمة الهاتفية بين الملك محمد السادس ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي.
وشنت الصحافة الجزائرية هجوما على مصر، واصفة إياها بالمواقف المتقلبة في ملف الصحراء. وكانت المفاجأة هو تحرك الدبلوماسية الجزائرية، حيث اتصل وزير الخارجية رمطان لعمامرة بنظيره المصري سامح شكري وبحث معه نزاع الصحراء.
وتنقل وكالة الأنباء الجزائرية يومه الأربعاء مضمون المكالمة الهاتفية بين رمطان لعمامرة وسامح شكري التي جرت مساء الثلاثاء، وتبث فيما يخص نزاع الصحراء “ضرورة استكمال المسار الأممي للتسوية طبقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن”.
ويتبين من خلال تحرك دبلوماسية الجزائر هو احتواء التفاهم المغربي-المصري وعدم انجرار الموقف المصري نحو المغرب، إذ أن مكالمة العمامرة مع سامح شكري هي متعمدة ومقصودة وبدون مناسبة.
ويبقى الجديد هو الموقف المصري، فالقاهرة تجد نفسها لأول مرة وسط الصراع المغربي-الجزائري حول الصحراء، واختارت الحل الغربي الذي تراهن عليه دول مثل فرنسا والولايات المتحدة وهو مدح الحكم الذاتي في الرباط والتأكيد على قرارات الأمم المتحدة في الجزائر.
وعمليا، تفيد المعطيات أن الأزمة الأخيرة بين الرباط والقاهرة ورغم ضبابية موقف الأخيرة، قد تكون حدث نسبيا من أي انجراف مصري وخاصة على المستوى الاعلامي المقرب من الدولة نحو الموقف الجزائري.